قدمت إسرائيل، الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد لبنان، على خلفية إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه مواقع إسرائيلية، مهددة بالرد العنيف من خلال تفكيك البنية التحتية لـ"حزب الله" التي زعمت أنها تهدد أمن وحياة مواطنيها.
جاء ذلك في رسالتين متطابقتين قدمهما مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إلى الأمين العام المنظمة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس تي إس تيرومورتي.
إذ قال إردان في الرسالتين: "من الواضح أن حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى يحاولون صرف الانتباه عن دورهم النشط في إيصال لبنان إلى حالة الأزمة الحالية من خلال مهاجمة المدنيين الإسرائيليين"، مُديناً "إطلاق الصواريخ هذا الأسبوع، من لبنان على إسرائيل، والذي ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701″، حسب زعمه.
"استقرار المنطقة"
فيما أضاف أن "إطلاق النار، هذا الأسبوع، يُضاف إلى سلسلة من الهجمات الإرهابية، وإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل في الأشهر الثلاثة الماضية، وهو وضع غير مقبول يمكن أن يقوّض استقرار المنطقة".
إردان تابع: "الهجمات الأخيرة والتوترات المتزايدة بالمنطقة، والتي تفاقمت بسبب أنشطة إيران وتسليح وكلائها، خاصةً حزب الله، تُظهر مرة أخرى، الحاجة المُلحة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
يشار إلى أن القرار 1701، الذي تبناه مجلس الأمن في أغسطس/آب 2006، دعا إلى وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، إثر اندلاع مواجهات بين الطرفين، في يوليو/تموز من العام ذاته.
كما طالب الدبلوماسي الإسرائيلي، مجلس الأمن بـ"إدانة هذه الانتهاكات الجسيمة بشكل لا لبس فيه، والبقاء قيد نظره في مداولاته المقبلة بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1701″، مؤكداً أن "تصرفات حزب الله، والمنظمات الإرهابية الأخرى، وكذلك فشل الحكومة اللبنانية في منعها، من شأنها إحداث الفوضى وإحداث الدمار في لبنان"، على حد قوله.
وأردف المسؤول ذاته قائلاً: "في حين أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد، فإننا لن نسمح بشن هجمات على المدنيين الإسرائيليين"، مستدركاً: "لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى الرد وتفكيك البنية التحتية الإرهابية لحزب الله التي تهدد أمن إسرائيل وحياة مواطنيها".
بينما لم يصدر عن السلطات اللبنانية أو "حزب الله" أي تعليق حول هذه الاتهامات، حتى الساعة الـ21:35 (ت.غ).
في وقت سابق من الجمعة، أعلن "حزب الله"، مسؤوليته عن إطلاق صواريخ على "أراضٍ مفتوحة بمحيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا"، وذلك "رداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة بلبنان، ليلة الخميس".
جدير بالذكر أنه في 4 أغسطس/آب 2021، أُطلقت صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، دون أن تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها عن العملية، في حين ردَّ الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق حرجية جنوبي لبنان.
فيما قال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن "حزب الله أطلق 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا، سقطت 3 منها داخل لبنان، و6 في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات، وتم اعتراض 10 قذائف أخرى".
"العدوان الإيراني"
من جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، إلى العمل على إحباط ما وصفه بـ"العدوان الإيراني".
إذ نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخاصة عن وزارة الأمن، قولها إن غانتس طلب من أوستن، "أن تعمل الولايات المتحدة بشكل خاص، والمجتمع الدولي كلّه، لوقف إطلاق النار غير القانوني تجاه إسرائيل".
كما أشارت الصحيفة إلى أن غانتس وصف إطلاق الصواريخ من لبنان بأنه "عدوان إيراني". وأضافت أن غانتس قال لأوستن، إن "تل أبيب جاهزة لأي سيناريو، وستستمر في العمل ضد حزب الله ووكلائه للدفاع عن مواطني إسرائيل".
في حين ادعى غانتس، أن إسرائيل "مستعدة إلى جانب المجتمع الدولي لتحويل مساعدات إنسانية للبنان، وضمن ذلك مساعدات مباشرة إذا استدعت الحاجة".