دعت الولايات المتحدة وبريطانيا، السبت 7 أغسطس/آب 2021، رعاياهما إلى مغادرة الأراضي الأفغانية على الفور، وسط تصاعد المعارك بين حركة طالبان والقوات الأفغانية في عموم البلاد.
إذ قالت السفارة الأمريكية في كابول في بيان إنها "تحث المواطنين الأمريكيين على مغادرة أفغانستان على الفور من خلال الخيارات المتاحة للرحلات التجارية".
أضاف البيان: "نظراً للظروف الأمنية وتخفيض عدد الموظفين، باتت قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأمريكيين في أفغانستان محدودة للغاية، حتى داخل كابل".
كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية، الجمعة 6 أغسطس/آب، المواطنين البريطانيين في أفغانستان بمغادرة البلاد، بسبب تدهور الوضع الأمني.
قالت الوزارة في منشور على موقع الحكومة البريطانية إنها تنصح "بعدم السفر إلى أفغانستان، وتنصح كل البريطانيين هناك بمغادرة البلاد فوراً".
تصاعُد العنف في أفغانستان
منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد مستوى العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما قال البيت الأبيض، الجمعة، بعد قيام مقاتلين من طالبان باغتيال أكبر مسؤول إعلامي في الحكومة الأفغانية في كابول إن التصرفات الأخيرة للحركة لن تساعدها في كسب شرعية دولية.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في إفادة صحفية "في رأينا إذا كانت طالبان تزعم أنها تريد شرعية دولية، فإن هذه التصرفات لن تجعلها تحصل على تلك الشرعية التي تسعى إليها".
المسؤولة الأمريكية أضافت أنه "لا يتعين عليهم أن يبقوا على هذا المسار، يمكنهم أن يختاروا تفريغ هذه الطاقة في عملية السلام كما يفعلون بالنسبة لحملتهم العسكرية".
إذ قتل مهاجمون من طالبان داوا خان مينابال، رئيس مكتب الدعاية والإعلام في الحكومة الأفغانية، في إطار عمليات قتل تنفذها الحركة بهدف إضعاف حكومة الرئيس أشرف غني المنتخبة ديمقراطياً.
مرحلة "أشد دموية ودماراً"
من جهتها، تساءلت ديبورا ليونز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان، الجمعة، عما إذا كانت طالبان ملتزمة بتسوية سياسية، وقالت أمام مجلس الأمن الدولي إن الحرب في البلد الآسيوي دخلت "مرحلة أشد دموية ودماراً"، مع سقوط أكثر من ألف قتيل من المدنيين في الثلاثين يوماً الماضية، خلال هجوم تشنه الحركة.
قالت المبعوثة الدولية "الطرف الذي يلتزم بصدق بتسوية عبر التفاوض لن يخاطر بمثل هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين، لأنه يدرك أن عملية المصالحة ستكون أشد صعوبة كلما زادت إراقة الدماء".
كما قالت ليونز "هذا نوع مختلف من الحرب الآن، إنها تذكرنا بسوريا في الآونة الأخيرة، أو بسراييفو في الماضي غير البعيد كثيراً".
مضت تقول "كونك تهاجم المناطق الحضرية أنت تعلم أنك تتسبب في أضرار هائلة، وتتسبب في ضحايا بعدد ضخم بين المدنيين، ومع ذلك يبدو أن تهديد المناطق الحضرية الكبرى قرار استراتيجي لطالبان التي تقبل المذابح المرجح حدوثها نتيجة لذلك".
فيما حث الدبلوماسي الأمريكي الكبير جيفري ديلورانتس طالبان على وقف هجومها، والسعي إلى تسوية سياسية وحماية البنية الأساسية والشعب الأفغاني. وقال "يتعين على طالبان أن تسمع من المجتمع الدولي أننا لن نقبل الاستيلاء عسكرياً على أفغانستان، أو عودة الإمارة الإسلامية لطالبان".