على وقع تزايد الهجمات وتوسع حركة طالبان في معظم الأراضي الأفغانية، قالت واشنطن، الجمعة 6 أغسطس/آب 2021، إنها لن تقبل بـ"الاستيلاء العسكري على أفغانستان أو عودة إمارة طالبان" مرة أخرى، داعية إلى ضرورة إحداث تسوية سياسية لإنهاء الأزمة الراهنة.
جاء ذلك في إفادة لنائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفير جيفري ديلورينتيس، خلال جلسة مجلس الأمن بمقر الأمم المتحدة في نيويورك حول أفغانستان.
حيث قال السفير الأمريكي لأعضاء المجلس، إن "الارتفاع المقلق في أعمال العنف والخسائر المدنية الناجمة عن الهجوم العسكري المستمر لطالبان، يزيد من تآكل التقدم الذي أحرزه الشعب الأفغاني نحو الديمقراطية وسيادة القانون على مدى السنوات العشرين الماضية".
تسوية سياسية شاملة
ديلورينتيس أضاف: "يجب أن تصغي طالبان للمجتمع الدولي، وستكون الحركة معزولة ومنبوذة دولياً إذا اختارت مسار دفع أفغانستان إلى مزيد من العنف والدمار".
فيما تابع: "لا يوجد حل عسكري في أفغانستان، فقط تسوية سياسية شاملة عن طريق التفاوض، من خلال عملية بقيادة وملكية أفغانية، هي السبيل الوحيد للمضي قدماً، ويجب أن تتضمن هذه العملية مشاركة كاملة وذات مغزى للمرأة الأفغانية".
في حين حثَّ السفير الأمريكي "طالبان" على "وقف هجومها فوراً، والسعي إلى تسوية سياسية شاملة ومستدامة، والوفاء بالتزاماتها لحماية البنية التحتية، والسماح للمنظمات الإنسانية بمواصلة عملها الحيوي، خاصةً أن الشعب الأفغاني يعاني بشدة من آثار الجفاف إلى جانب العنف وتفشي فيروس كورونا".
"طالبان" تتمدد
إلى ذلك، سيطرت حركة طالبان، في وقت سابق من الجمعة، على مدينة زارانج عاصمة ولاية نيمروز، جنوبي أفغانستان، بحسب إعلام محلي.
هذه أول عاصمة إقليمية تسيطر عليه الحركة منذ إعلان إدارة الرئيس جو بايدن، سحب القوات الأمريكية بالكامل من البلاد.
كانت "طالبان" قد هاجمت العاصمة الإقليمية ليلة الخميس، وأعقب ذلك تدفق مئات من سكان المدينة باتجاه الحدود مع إيران؛ بحثاً عن الأمان.
كما وردت أنباء عن تعرُّض مقرات حكومية للنهب في مناطق بالمدينة، بحسب قناة "طلوع نيوز" المحلية.
فيما ذكرت تقارير إعلامية، أن "طالبان" بعد سيطرتها على منطقة كاناك في نيمروز، أعدمت ما لا يقل عن 30 جندياً.
لكن الحركة رفضت هذه المزاعم، قائلة إن الجنود قُتلوا خلال اشتباكات.
في السياق ذاته، قال ثلاثة من قادة طالبان إن الحركة غيرت من استراتيجيتها من استهداف مناطق ريفية ونائية في أفغانستان إلى الهجوم على مدن في الأقاليم رداً على تزايد الضربات الجوية الأمريكية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تضع حداً لأطول حرب خاضتها.
يشار إلى أن مستوى العنف في أفغانستان تصاعد، منذ مطلع مايو/أيار الماضي، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
بينما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.