قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة 6 أغسطس/ آب 2021، إن تل أبيب أخطأت التقدير مرة أخرى حينما اعتقدت أن حزب الله لن يرد على القصف الإسرائيلي الذي شنته الطائرات الحربية مساء الأربعاء، كما أخطأت تماماً في تقدير رد فعل المقاومة في غزة على أحداث الأقصى والشيخ جراح في مايو/أيار الماضي، مشيرة إلى أن تبني حزب الله الفعلي للقصف الأخير يعد الامتحان الحقيقي الأول لرئيس الوزراء نفتالي بينيت.
المراسل والمحلل العسكري للقناة 13 العبرية الون بن دافيد أكد أن اجتماعا أمنيا طارئا سيعقد في تل أبيب بالساعات القادمة، بقيادة رئيس الوزراء بينيت ووزير الجيش بيني غينتس ورئيس الأركان أفي كوخافي.
بحسب المراسل العسكري، فإن هذه الرشقة الصاروخية تعد الاقوى منذ حرب تموز 2006، وأن إطلاق الصواريخ كان مركزا على أهداف عسكرية، وهي ما تعتبر تغييرا كبيرا في قواعد الاشتباك.
صحيفة معاريف أكدت من جانبها على أشار إليه المراسل العسكري للقناة الإسرائيلية، لكنها قالت أيضا أن حزب الله فاجئ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لإذ لم تتوفر أي معلومات استخباراتية أن "حزب الله" سيوجه ضربة صاروخية.
أما صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية فقد أشارت إلى أن تل أبيب أخطأت مرة أخرى في تقديراتها، إذ أنهم قدّروا يوم الثلاثاء بأن "حزب الله" لن يرد، كما وقدّروا بأن حمـاس لن ترد على أحداث الأقصى والشيخ جراح.
من جانبه، أشار مراسل مراسل "يديعوت أحرونوت" إلى أن "إعلان حـزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ يحول الحادثة اليوم إلى الامتحان الحقيقي الأول لرئيس الوزراء "نفتالي بينت".
تصعيد على الجبهة الشمالية
ودوت صافرات الإنذار في مناطق مختلفة من شمال "إسرائيل" وهضبة الجولان، الجمعة، فيما تحدثت مصادر أمنية إسرائيلية عن سقوط 10 صواريخ على الأقل على مناطق متفرقة من الأراضي المحتلة.
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فلم ترد بعد تقارير عن أضرار أو خسائر بشرية، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض بعض الصواريخ، فيما أشارت أخرى إلى أن حريقاً اندلع في أراضٍ زراعية بمزارع شبعا.
من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني، في بيان، أن "المقاومة الإسلامية" قامت "بقصف أراضٍ مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم"، وذلك رداً على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت لبنان الخميس.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الخميس، أن طائراته وجهت ضربات جوية لمناطق في لبنان أُطلقت منها صواريخ صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في وقت سابق الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إن صافرات الإنذار انطلقت في شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، ولم ترد تقارير عن أضرار مادية أو إصابات بشرية.
إذ قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن صافرات الإنذار انطلقت في ثلاث مناطق على الأقل قرب الحدود مع لبنان، وأشار إلى أنه سقط اثنان منها شمال إسرائيل والثالث داخل حدود لبنان.
كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية، فيما دوَّت صافرات إنذار في مدينة كريات شمونيه وبلدتي كفار جلعادي وتل حي، القريبة من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.
قبل نحو أسبوعين، أُطلِقت قذيفتان صاروخيتان من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة الجليل الغربي، وتم اعتراض إحداهما، فيما سقطت الثانية بمنطقة مفتوحة. وقصف الجيش الإسرائيلي حينها أهدافاً في جنوب لبنان.
كما خاضت إسرائيل في 2006 حرباً مع جماعة حزب الله التي تتمتع بنفوذ في جنوب لبنان وتملك صواريخ متطورة. وظلت منطقة الحدود هادئة معظم الوقت منذ ذلك الحين.