تسلم الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، "حكم التنصيب" للدورة الثالثة عشرة لرئاسة الجمهورية الإسلامية من قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
إبراهيم رئيسي هو ثامن رئيس منتخب لإيران منذ بداية الثورة، والذي سيتولى رسمياً رئاسة البلاد لمدة أربع سنوات بعد أن يؤدي اليمين الدستورية يوم الخميس 5 أغسطس/آب أمام مجلس الشورى الإسلامي، إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
رسائل إبراهيم رئيسي خلال التنصيب
قال إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، خلال حفل تنصيبه رئيساً لإيران إننا "أينما تغافلنا عن نصائح المرشد الأعلى والخط الثوري تعرضنا للمشاكل".
كما أضاف رئيسي أن الانتخابات بثت اليأس بين أعداء إيران وجسدت سلطة الشعب، مشيراً إلى أن الشعب حاول إيصال العديد من الرسائل من خلال المشاركة بالانتخابات ومنها تأكيده على مكافحة الفساد والتمييز.
قال أيضاً إن "الشعب أراد تغيير الوضع الحالي من خلال المشاركة في الانتخابات"، وأضاف: "الوضع المعيشي للمواطنين ليس جيداً"، مشدداً على أنه "من الضروري إيجاد حلول للأزمات والمشكلات الاقتصادية".
أكد إبراهيم رئيسي أيضاً أنه "إضافة إلى تضرر الوضع المعيشي، فإن ثقة المواطنين بالحكومة أيضاً متضررة، والحكومة الجديدة ستعمل على تغيير الوضع بناء على رؤية المرشد".
قال رئيسي إننا "سنعمل على رفع العقوبات عن إيران لكننا لا نربط الملفات الاقتصادية بالعقوبات"، وأكد أن "الصعوبات المعيشية والاقتصادية وجائحة كورونا ومشكلات المياه والخدمات هي من أبرز التحديات التي نواجهها".
لفت إبراهيم رئيسي إلى أننا "حددنا مكامن الخلل في مختلف المجالات ونعد المواطنين بالعمل على رفعها"، وقال: "سنغير الوضع الحالي من خلال الاعتماد على الطاقات الشبابية وتجارب الخبراء ونخب المجتمع".
المرشد الأعلى يتحدث عن "مؤامرة"
بدوره، قال المرشد الإيراني علي خامنئي في مراسم التنصيب إن "انتقال السلطة في إيران يتم بسلاسة ويعبر عن عقلانية الدولة وتنوع التيارات السياسية وحرية الرأي في إيران".
أضاف أن "الشعب واجه مؤامرة الأعداء لخفض نسبة المشاركة في الانتخابات من خلال حضوره الكثيف ونشكره على ذلك"، معتبراً أن "انتقال السلطة يبعث الأمل فهناك وجوه جديدة تأتي إلى الساحة وتتيح الفرصة خاصة للشباب كما تعطي الفرصة لذوي الخبرة أن يستفيدوا من دروس تجاربهم السابقة".
بينما شدد المرشد الإيراني على أن "الطريق الذي يوصل الشعب إلى بر الأمان هو التمسك بثوابت الثورة وقيمها"، معتبراً أن "مشاركة المواطنين وحضورهم في الساحة هو مفتاح حل المشاكل ولا بديل عنه".
فيما شارك في المراسم بالإضافة إلى المرشد الأعلى، رؤساء السلطات الثلاث ورئيس مجلس صيانة الدستور ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق حسن روحاني مع عدد من وزراء حكومته المنتهية ولايتها، إلى جانب عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين وقيادات عسكرية.
ماذا ينتظر الرئيس الإيراني الجديد؟
يتزامن تنصيب إبراهيم رئيسي مع استمرار تعثر المفاوضات النووية بين إيران والدول الغربية، فلقد تحوَّل مسؤولو إدارة بايدن إلى التشاؤم الحاد بشأن فرصهم في استعادة الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ خوفاً من انطلاق الحكومة الإيرانية بسرعةٍ كبيرة في طريق البحث والإنتاج النوويَّين وإعداد مطالب جديدة من الولايات المتحدة، حسب تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية.
هذه المخاوف هي العكس من تلك التي كانت تساور المسؤولين الأمريكيين قبل شهرٍ فقط، عندما اعتقد المفاوضون الأمريكيون، استناداً بصورةٍ جزئية إلى تأكيداتٍ من الحكومة الإيرانية الراحلة، أنهم كانوا على وشك التوصُّل إلى اتفاقٍ قبل وصول إبراهيم رئيسي، 60 عاماً، وهو الرئيس السابق والمحافظ بشدة للسلطة القضائية الإيرانية، إلى السلطة يوم الخميس 5 أغسطس/آب الجاري.
في يونيو/حزيران، كانوا واثقين تماماً من أن جولةً أخرى من المحادثات كانت وشيكةً إلى درجة أن مفاوضاً أمريكياً بارزاً ترك ملابسه في فندقٍ في فيينا، حيث جرت المحادثات من خلال وسطاء أوروبيين خلال الأشهر الأربعة الماضية.
لم تُجرَ تلك الجولة قط. والمفتشون الدوليون يجهلون الكثير من الأمور عملياً، حسب تقرير New York Times.
الآن إلى جانب تعطل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، تصاعد التوتر بين الجانبين بسبب أزمة السفينة الإسرائيلية، حيث تعهدت أمريكا، الأحد 1 أغسطس/آب 2021، بالعمل مع شركائها للتوصل إلى ما وصفته بـ"رد مناسب"، بشأن هجوم إيران على ناقلة النفط الإسرائيلية، في الوقت الذي نفت فيه طهران رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم.
هذا إضافة إلى القضايا الداخلية في مقدمتها احتجاجات المياه في مجموعة من المحافظات الإيرانية، والتي شهدت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن وتسببت في سقوط قتلى.