أدت زيادة مبيعات السلاح في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية إلى معاناة الشرطة ومعظم المستخدمين العاديين الآخرين للأسلحة النارية، من نقص شديد في الذخيرة.
صحيفة The Times البريطانية، نقلت عن مؤسسة الرماية الرياضية الوطنية الأمريكية، أن أكثر من 8 ملايين شخص اشتروا سلاحاً لأول مرة خلال العام الماضي.
تحفّز كثيرون من هؤلاء لشراء السلاح بسبب أوامر الإغلاق التي فرضتها كورونا، وتباطؤ أوقات استجابة الشرطة، والتصاعد في عنف السلاح في العديد من المدن عبر الولايات المتحدة.
مارك أوليفا، المتحدث باسم المؤسسة التجارية، قال إنَّ النتيجة كانت "طلباً هائلاً" على السلاح، وبصفة خاصة على الرصاص.
أوليفا أضاف في تصريح لوكالة Associated Press الأمريكية: "حين تتحدث عن كل أولئك الناس الذين يشترون الأسلحة، فإنَّ لذلك تأثيراً فعلاً على الأشخاص الذين يشترون الذخيرة، فإذا نظرت إلى الـ8.4 مليون مشتر جديد للسلاح، ورغبوا جميعاً في شراء صندوق واحد به 50 رصاصة، سيكون الناتج هو 420 مليون رصاصة".
لفت كذلك إلى أن ما مجموعه 20 مليون سلاح قد بيعت للزبائن في أرجاء الولايات المتحدة العام الماضي.
من جانبهم، يقول المُصنِّعون إنَّهم عاجزون عن تلبية الطلب، ما يعني أنَّ الأرفف ستفرغ والأسعار ستتزايد.
بحسب الصحيفة البريطانية، يُعَد هذا النقص إشكالياً لأصحاب الأسلحة الجدد، وقال جاسون ويستنبيرغ، المدير التنفيذي للرابطة الوطنية لمدربي أسلحة إنفاذ القانون: "ألغى عدد من مدربي السلاح تسجيلهم في دوراتنا لأنَّ الرابطة كانت تعاني نقصاً في الذخيرة، أو أنَّهم عجزوا عن إيجاد ذخيرة لشرائها".
اللافت أن المشكلة ليست أقل حدة بالنسبة للشرطة، إذ قال لاري هادفيلد، المتحدث باسم إدارة شرطة لاس فيغاس: "بذلنا جهوداً للحفاظ على الذخيرة متى كان ذلك ممكناً".
أما الجيش الأمريكي فينتج ذخيرته الخاصة في ستة مواقع في مختلف أنحاء البلاد، ولم يتأثر بالنقص الأوسع نطاقاً.
يُقدَّر عدد الأسلحة النارية المتاحة للمدنيين الأمريكيين بأكثر من 393 مليون سلاح، وفقاً لتقرير أصدره مشروع الدراسة الاستقصائية للأسلحة الصغيرة (SAS) الكائن في سويسرا، وتحدثت عنه شبكة CNN الأمريكية.
يحتل الأمريكيون المرتبة الأولى في معدل حيازة الفرد للأسلحة، إذ يقول حوالي أربعة من كل 10 إنهم إما يمتلكون سلاحاً أو يعيشون في منزل به أسلحة، وفقاً لدراسة أجراها مركز Pew Study عام 2017. وقال 48% من الأمريكيين إنهم نشأوا في منزل به أسلحة. وقال 72% من الأمريكيين إنهم استخدموا سلاحاً نارياً.
كانت أمريكا قد شهدت حوادث مروعة جراء إطلاق النار من قبل مسلحين، وسبق أن وصف الرئيس الأمريكي بايدن الوضع باعتباره عاراً وطنياً، وتعهَّد بوضع قواعد تنظيمية أكثر صرامة على مبيعات الأسلحة النارية وإجراء فحوصات أكبر لخلفية المشترين.