حاولت دبي خلال الأشهر الماضية انتزاع لقب العاصمة العالمية لتجارة الماس، من مدينة أنتويرب البلجيكية، التي عرفت بهذا اللقب على مدار خمسة قرون ماضية، وذلك بعد أن ساهمت جائحة كورونا واتفاقات التطبيع مع إسرائيل في تحقيق هذا الإنجاز للإمارة الإماراتية، وفقاً لصحيفة The Times البريطانية، الأحد 1 أغسطس/آب 2021.
فمع توقيع اتفاقات التطبيع في البيت الأبيض، في سبتمبر/أيلول 2020، أصبحت دبي وسوق الماس الإسرائيلي شريكين رسميين، ففي غضون خمسة أشهر، وصل حجم التجارة بين دبي وإسرائيل إلى 278 مليون دولار، وكان الماس من بين أكبر 5 واردات وصادرات، بحسب الصحيفة.
وبعد أن تسببت الجائحة في تعطيل الإمدادات وطرق التجارة وحركة التجار بين المراكز التقليدية لصناعة الماس في الهند وبلجيكا وإسرائيل، شكلت دبي، التي ظلت مفتوحة معظم الوقت ولا تبعد عن إسرائيل سوى ثلاث ساعات بالطائرة، نقطة التقاء طبيعية.
أقرب وأكثر يسراً
يقول تاجر الماس الإسرائيلي رونالد وابنش: "أرى أنها حلت بالفعل محل بلجيكا، وستُواصل احتفاظها بهذه المكانة حتى بعد كورونا، كنت أضطر إلى السفر أربع أو خمس مرات لأفعل ما أتمكن من فعله في مناقصة واحدة هنا في دبي".
وعلى مدى العقدين الماضيين، انتقل 90% من أعمال القطع والتلميع من أنتويرب إلى الهند، حيث تتمكن الشركات المصنعة من تلميع الماس بجزء بسيط من التكلفة، والحصول على تسهيلات تجارية كبيرة من الممولين والبنوك.
كما أقام الهنود مكاتب في بلجيكا لتقطيع الماس الخام وتلميعه قبل إعادة توزيعه. وبدأت الصناعة في البحث عن وجهة أقرب إلى إفريقيا والهند، بشروط ضريبية وقوانين استيراد وتصدير أكثر مرونة من بلجيكا، وكانت دبي تفي بهذه الشروط.
يقول مارتن ليك، سكرتير بورصة دبي للماس، إن تدفق التجارة الجديدة أحدث فرقاً "هائلاً" في اقتصاد دبي في عامٍ عصيب.
منافسة قوية
وتُظهر أرقام نظام كيمبرلي متعدد الأطراف لتنظيم تجارة الماس أن الإمارات احتلت المرتبة الثالثة عالمياً عام 2020 في واردات الماس الخام، والثانية في الصادرات، ولم تتفوق عليها سوى بلجيكا. ومن المرجح أن يكون التحول في الهيمنة على تجارة الماس أكثر وضوحاً هذا العام.
تقول كارين رينتميسترز، من مركز أنتويرب العالمي للألماس، إنه رغم فوز دبي بحصة في سوق الماس، فلن تكون كافية أبداً لانتزاع الصدارة من أنتويرب، حتى مع اقتصاد دبي المرن في الضرائب.
أما توم ديبوت، صاحب متجر الماس Diamcad NV في أنتويرب، فلم يعد واثقاً من مرونة أنتويرب. وقال: "هل ستتفوق دبي على أنتويرب؟ لا أتمنى ذلك. اعتدنا أن نسافر هنا خمس مرات في السنة، أما الآن فلا نضطر للسفر سوى مرة أو مرتين في الشهر".
يشار إلى أن بورصة دبي للماس تأسست عام 2004، وتم قبول عضوية دبي في الاتحاد العالمي لبورصات الماس في نفس العام، بعد موافقة الدول الـ22 الأعضاء آنذاك، ودون معارضة تذكر من إسرائيل التي هي عضو بالاتحاد.
ومنذ ذلك الحين ارتفع حجم تجارة الماس في دبي من أقل من خمسة مليارات دولار، قبيل تأسيس بورصة دبي، إلى 40 مليار دولار عام 2012، لتصبح دبي ثاني أكبر بورصات الماس عالمياً بعد بورصة وينتروب الشهيرة، مع حجم تداول للماس الإسرائيلي لا يقل عن 300 مليون دولار سنوياً.