كشفت مصادر موثوقة لـ"عربي بوست" عن التحضير لقمة ثلاثية بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون والرئيس التونسي، قيس سعيد لمناقشة الأزمة في تونس.
وحسب المصادر ذاتها، فإن القمة قد تُعقَد في الجزائر على الأغلب، وقد باشرت الأطراف الثلاثة التحضير لها بعد المكالمتين الهاتفيتين اللتين أجراهما تبون مع سعيد وأردوغان مؤخراً، وفق ما كشفت عنه رئاسة الجمهورية الجزائرية.
ومن المرتقب أن يجتمع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو للتحضير للقمة المرتقبة، حسب ما كشفه مصدر لـ"عربي بوست".
ولا تنظر الجزائر الجارة الغربية لتونس بعين الرضا لما قام به الرئيس قيس سعيٍد مؤخراً من قرارات، جمّد من خلالها عمل البرلمان، وأقال الحكومة، واستولى على السلطة القضائية بدعمٍ يعتبره قصر المرادية مصرياً-إماراتياً، حسب ما كشفه موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
كما أغضب تحرك الرئيس التونسي المفاجئ أنقرة، لا سيما أن المستهدف الأول من ذلك كان حليفتها حركة النهضة.
بسبب الإمارات ومصر.. الجزائر غاضبة
أجج التدخل الإماراتي-المصري في الأزمة في تونس غضب الجزائر التي تعتبر تونس منطقة نفوذ غير مسموح باللعب فيها لا سيما من خصوم لا تثق فيهم بسبب تجربتها السابقة معهم في ليبيا.
ولم تكن الجزائر طيلة السنوات الماضية على وفاقٍ مع مصر والإمارات في الملف الليبي بسبب دعمهما اللامشروط للواء المتقاعد، خليفة حفتر الذي لا يفوّت أي فرصة للتحرش بالجزائر وحدودها.
وكان الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون كان قد صرح مؤخراً لقناة الجزيرة بأن بلاده كانت ستتدخّل لمنع سقوط العاصمة طرابلس في يد المرتزقة في إشارة إلى قوات حفتر المدعومة إماراتياً ومصرياً.
جدير بالذكر أن العلاقات الإماراتية-الجزائرية تعيش أسوأ فتراتها بسبب رفض الجزائر مساعي التطبيع التي كانت تقودها الإمارات وتعارض مشروعي البلدين في ليبيا، إضافة إلى التقارب الجزائري التركي غير المسبوق.
كانت الجزائر قد رفضت مساعدات إماراتية قبل أشهر وفق ما كشفه "عربي بوست" في خبر حصري، ترتبط بالمساعدة في تجاوز آثار جائحة كورونا.
لعمامرة في القاهرة.. هل سيذيب جليد الأزمة في تونس؟
زار وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة العاصمة المصرية القاهرة للقاء نظيره، سامح شكري والرئيس عبدالفتاح السيسي لمناقشة العلاقات بين البلدين، فضلاً عن مناقشة الوضع الليبي والتونسي، بحيث سيكون هذا الأخير أهم محاور النقاش.
ورغم عدم التوافق الجزائري-المصري في ليبيا وحالياً في تونس إلا أن العلاقات بين الجزائر ومصر تبقى جيدة، ولم تصل إلى حد القطيعة على غرار العلاقات مع أبوظبي.
ولا تنسى القاهرة الخدمة الكبيرة التي قدمتها لها الجزائر بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي في 2013، حيث كانت السبب الرئيس في إعادة مصر إلى الاتحاد الإفريقي بعد تجميد عضويتها فيه.
وكانت الجزائر الوجهة الأولى الخارجية لعبدالفتاح السيسي بعد توليه السلطة في مصر.