أقرت محكمة إسرائيلية، الخميس 29 يوليو/تموز 2021، تأجيل إخلاء 3 عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، وذلك بعد يوم فقط من تسريب معلومات مصدرها مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أشارت إلى أن الحكومة الجديدة لا ترغب في إخلاء الحي، بعد أن أصبح قضية رأي عام دولي.
وقال المحامي حسني أبو حسين، محامي العائلات، إن المحكمة العليا الإسرائيلية أرجأت إخلاء 3 عائلات من منازلها حتى إشعار آخر.
وعلى الصعيد ذاته، فقد ذكر أبو حسين أن المحكمة العليا الإسرائيلية ستبدأ الإثنين المقبل النظر في التماس 4 عائلات أخرى، ضد قرارات إخلائها من منازلها في الحي ذاته.
وقال أبو حسين "سيستمع قضاة المحكمة إلى أقوال الأطراف، ولا ندري إذا كان القرار سيُتخذ في نفس اليوم أم سيتم تأجيله"، وأضاف "نحن متفائلون"، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية قد أصدرت مطلع العام الجاري قرارات بإخلاء 7 عائلات من منازلها لصالح مستوطنين، ما فجّر مواجهات في القدس، امتدت لاحقاً إلى قطاع غزة والضفة الغربية، كما طالبت العديد من الدول إسرائيل بإعادة النظر في قرارات الإخلاء.
بينيت لن يقدم على ذلك
الأربعاء، كشف مصدر مقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن الحكومة لا تخطط لإجلاء سكان من حي الشيخ جراح في القدس.
وأضاف المصدر أن مشكلة سكان الشيخ جراح حظيت باهتمام دولي، وأن عدم إجلائهم سينفي حقيقة أن الحرب بين تل أبيب وغزة اندلعت بسبب انتهاكات إسرائيل بحق فلسطينيي الشيخ جراح.
وقال المصدر المقرب من بينيت، إنه حتى لو سمح الحكم بإجلاء السكان الفلسطينيين فمن المستبعد أن تأمر المحكمة الدولية بتفعيله، أو تحدد موعداً نهائياً لذلك، مضيفاً أن الحكومة ستستغل ذلك لعدم تأجيج نيران الصراع في القدس.
ويمنح قرار أصدره عام 1991 النائب العام آنذاك يوسف حريش الشرطةَ سلطة رفض تنفيذ عمليات الإخلاء، إذا كان تنفيذها يمثل خطراً كبيراً.
كما يتوقع أن تُصدر المحكمة العليا حكمها في قضية الشيخ جراح، في الوقت الذي يخطط فيه مستشار بينيت للأمن القومي إيال هولاتا، والمستشار الدبلوماسي شمريت مئير للسفر إلى واشنطن، للقاء نظيريهما الأمريكيين، والتحضير لزيارة رئيس الوزراء للبيت الأبيض، المقررة نهاية أغسطس/آب تقريباً. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعرب غير مرة عن قلقه من أن عمليات الإخلاء في الشيخ جراح قد تثير التوترات، بل وحتى الحرب.
يشار إلى أن 28 عائلة فلسطينية تواجه خطر الإجلاء من المنازل التي تُقيم فيها منذ عام 1956، في حين تدَّعي جماعات استيطانية إسرائيلية أن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل عام 1948، وهو ما ينفيه السكان.
جدير بالذكر أن مخططات الاحتلال تسببت في تفجير مواجهات خلال الأسابيع الماضية بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
كان وقف إطلاق نار قد بدأ في 22 مايو/أيار الماضي، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، برعاية مصرية، الأمر الذي أنهى مواجهة عسكرية استمرت 11 يوماً.