كشف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عن لقاءين عقدهما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير دفاعه بيني غانتس؛ ليؤكد للمرة الأولى صحة أنباء تناولتها صحف إسرائيلية حول ذلك مطلع الشهر الجاري، وذلك حسب ما جاء في مقتطفات نشرتها شبكة "سن إن إن" الإخبارية الأمريكية على موقعها الإلكتروني باللغة العربية، الأحد 25 يوليو/تموز 2021، لمقابلة أجرتها مع الملك عبدالله.
هذا الأمر، جاء بعد أن ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس التقى سراً مع الملك عبدالله في الأردن.
تأكيد العاهل الأردني
في المناسبة عينها، صرح الملك عبدالله: "خرجت من تلك الاجتماعات (لقاءي بينيت وغانتس) وأنا أشعر بالتشجيع الشديد، وأعتقد أننا رأينا في الأسبوعين الماضيين، ليس فقط تفاهماً أفضل بين إسرائيل والأردن، ولكن الأصوات القادمة من كل من إسرائيل وفلسطين تشير إلى أننا بحاجة إلى المضي قدماً".
فيما لم تتضمن المقتطفات التي نشرتها "سي إن إن" لمقابلة العاهل الأردني تفاصيل أخرى بشأن لقاءيه مع بينيت وغانتس، ولا مواعيدهما.
غير أن موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، كان قد كشف أن بينيت التقى ملك الأردن سراً في قصر في عمَّان، أوائل الشهر الجاري، في أول قمة بين قادة البلدين منذ أكثر من 3 سنوات.
كما اعتبر ملك الأردن، في المقابلة مع "سي إن إن"، أن الحرب الأخيرة في غزة "جرس إنذار للجميع"، ودللت على الحديث عن قوة إسرائيل وتقدمها الاقتصادي والتكنولوجي "واجهة هشة للغاية".
العدوان على غزة
فقد لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن حديث الملك جاء في معرض رده على سؤال حول مدى قدرة إسرائيل على إبقاء الوضع على ما هو عليه دون حل للصراع مع الفلسطينيين، في الوقت الذي توقع فيه اتفاقيات سلام مع دول عربية.
فيما أضاف العاهل الأردني: "أعتقد أن هذه الحرب الأخيرة مع غزة كانت مختلفة؛ فهذه هي المرة الأولى، منذ عام 1948، التي أشعر فيها بحرب أهلية في إسرائيل.. أعتقد أن الديناميكيات الداخلية التي رأيناها داخل البلدات والمدن الإسرائيلية كانت بمثابة جرس إنذار لنا جميعاً".
جدير ذكره أن إسرائيل شنت عدواناً على غزة، استمر 11 يوماً، في الفترة بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، ما أسفر عن استشهاد وجرح آلاف الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل الفلسطينية على العدوان بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.
وجراء الغضب من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى آنذاك والعدوان على غزة، شهدت مدن إسرائيلية عدة مواجهات بين سكانها العرب واليهود أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
"الفلسطينيون يريدون أراضيهم"
وفي رده على حديث دوري غولد، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، بأن الأردن "بحاجة إلى البدء في التفكير في نفسه على أنه دولة فلسطينية"، وصف الملك عبدالله ذلك بـ"الكلام الفارغ" وأنه "ليس جديداً".
كما استدرك: "الأردن هو الأردن، لدينا مجتمع مختلط من خلفيات عرقية ودينية مختلفة، لكنها بلدنا. الفلسطينيون لا يريدون التواجد في الأردن. يريدون أراضيهم".
والسبت الماضي، عاد الملك عبدالله الثاني إلى الأردن، بعد زيارة طويلة إلى الولايات المتحدة، بدأها منذ مطلع الشهر الجاري، والتقى خلالها عدداً من مسؤولي الإدارة الأمريكية، في مقدمتهم الرئيس جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس.