تم العثور على ابن فاطمة البهادلي، وهي ناشطة عراقية معروفة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان جثة هامدة، الأحد 25 يوليو/تموز 2021، في البصرة جنوبي العراق، وذلك بعد أن تعرضت في وقت سابق للعديد من التهديدات، وقد قُتل بعد اختفائه لمدة 24 ساعة في ظروف غامضة، بحسب مصادر طبية وحقوقية، في حادثة أثارت ردود أفعال منددة، وفق ما ذكرته وكالة "فرانس برس" للأنباء.
تعتبر البهادلي، من أبرز الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في البصرة، كما أنها أسست جمعية الفردوس التي تعنى بشؤون حماية النساء والفتيات المتضررات من الحروب.
رصاصتان في الرأس
اختفى علي من منزله لمدة 24 ساعةً قبل العثور عليه مقتولاً برصاصتين في الرأس وثالثة في الصدر، وفق مصدر طبي وبحسب ما روى أصدقاؤه لقنوات محلية.
من جهته، قال عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان، علي البياتي، لوكالة "فرانس برس" إن الشاب "خطف أمس من قبل مجموعة مسلحة غير معروفة وعُثر عليه في منطقة الزبير" البعيدة نحو 50 كلم عن مدينة البصرة.
المتحدث نفسه، صرح بأن البهادلي استُهدفت "قبل عام بتهم من أحزاب سياسية بالارتباط بالخارج، وهي التهمة التي غالباً ما تسبق أي عملية اغتيال لناشطين في حقوق الإنسان في العراق".
كما رأى البياتي أن "الإفلات من العقاب المتواصل يبدو كأنه يشجع المسؤولين عن تلك العمليات على ارتكاب مزيد من الجرائم".
إدانة رسمية وشعبية واسعة
فقد أدانت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان جابرو، جريمة قتل كريم، وطالبت السلطات الأمنية بملاحقة الجناة.
قالت جابرو في بيان، إنه "بقلوب يعتصرها الحزن والألم، تلقينا نبأ وفاة الأخ علي كريم الموظف في فرع وزارة الهجرة والمهجرين بمحافظة البصرة، نجل الناشطة المدنية فاطمة البهادلي التي فُجعت بفقدان ولديها خلال عامين".
بدوره، أدان الحادث "ائتلاف النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
وقال الائتلاف (42 مقعداً في البرلمان من أصل 329)، في بيان: "ندين استمرار سياسة اغتيال الناشطين، ونرى فيها إصراراً على ضرب الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية".
جريمة قتل كريم أثارت، أيضاً، استياء على المستوى الشعبي؛ إذ اعتبر ناشطون في الحراك الشعبي استمرار استهداف الناشطين "محاولة لإسكات الأصوات الوطنية".
في هذا الصدد، قال ناصر الحساني، الناشط في احتجاجات البصرة، للأناضول عبر الهاتف، إن "عمليات استهداف الناشطين لا تزال متواصلة، وفي نفس الوقت لا يزال المسلحون والجهات التي تقف خلف الاغتيالات حرة بدون ملاحقات".
فيما أكد الناشط المدني في البصرة مرتضى محمد، في حديثه للأناضول عبر الهاتف، أن "كل الأجهزة الأمنية وكاميرات المراقبة والأجهزة الاستخبارية غير قادرة على الكشف عن المسلحين الذين يجوبون الشوارع ويرهبون المدنيين والناشطين، أمر لا يمكن تصديقه".
ويشهد العراق، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، احتجاجات مناهضة للطبقة السياسية الحاكمة تخللتها أعمال عنف خلفت قتلى وجرحى.
ووفق أرقام الحكومة، فإن 565 شخصاً من المتظاهرين وأفراد الأمن قُتلوا خلال الاحتجاجات، بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين.