هددت ولايتان أمريكيتان بفرض عقوبات على شركة " Ben & Jerry's " للمثلجات، وذلك بعد إعلانها التوقف عن بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية والقدس.
فقد أطلق حاكما ولايتي فلوريدا وتكساس تهديدات بفرض عقوبات على شركة المثلجات الشهيرة، بعد أيام فقط من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن هذه الخطوة تعتبر "معاداة لإسرائيل"؛ محذراً الشركة من "عواقب خطيرة".
بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 23 يوليو/تموز 2021، فقد كتب حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس رسالة إلى المدير التنفيذي للمجلس الإداري للولاية، قال فيها إنه إذا استمرت شركة المثلجات في خططها بوقف بيع منتجاتها في الأراضي المحتلة، فسيتعين على المجلس التوقف عن شراء أصول شركة Unilever، وذلك "امتثالاً لقوانين الولاية المضادة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS)".
وكتب ديسانتيس كذلك: "هذه الإجراءات التي اتخذتها شركة "Ben & Jerry's" تقع مباشرةً ضمن الأنشطة المحظورة المحددة في القسم 215.4725(1)(a) من قوانين فلوريدا".
وأضاف: "أطلب من مجلس إدارة الولاية (SBA) أن يضع شركتي بن آند جيريز وUnilever في قائمة الشركات الخاضعة للتدقيق".
يشار إلى أن شركة "بن آند جيريز" شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة Unilever، وهي شركة مساهمة عامة تمتلك فلوريدا فيها استثمارات متعددة.
في سياق متصل، قال المراقب الجمهوري لولاية تكساس، غلين هيغار، إن مكتبه يحقق أيضاً في إن كانت شركة "بن آند جيريز" قد انتهكت القوانين التي تحظر على الولاية التعاقد مع كيانات تقاطع إسرائيل.
فقد سبق أن أدرجت ولاية تكساس تسع شركات يُزعم أنها متورطة في حركة المقاطعة BDS.
وزعم هيغار في بيان أن سكان تكساس "أوضحوا جلياً أنهم يقفون إلى جانب إسرائيل وشعبها".
إدانة إسرائيلية
من جانبها، أدانت الحكومة الإسرائيلية القرار، ودعا سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، جلعاد إردان، 35 ولاية لديها قوانين مضادة لحركة المقاطعة إلى اتخاذ إجراءات بحق الشركة.
وكتب: "لا بد أن نقف متحدين ونرسل رسالة واضحة مفادها أننا لن نتسامح مع هذا".
فيما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد هذا الإعلان بأنه "استسلام مخجل لمعاداة السامية"، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو ضمناً إلى مقاطعة شركة المثلجات.
إذ كتب على تويتر: "نحن الإسرائيليين نعرف الآن أي أنواع المثلجات يتعين علينا الامتناع عن شرائها".
يخالف "قيمها"
والأسبوع الماضي، أعلنت شركة المثلجات العالمية الشهيرة "بن آند جيري" ، التوقف عن بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، "لاعتبارات أخلاقية"، وذلك وفق ما جاء في بيان رسمي للشركة تشرح فيه دواعي هذا القرار.
وتقاطع العديد من الدول والشركات الغربية، الأعمال والشركات التي لها علاقة بالمستوطنات الإسرائيلية أو منتجات هذه المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
في البيان نفسه، قالت الشركة إنها ستنهي بيع المثلجات (آيس كريم) في المستوطنات الإسرائيلية "كون ذلك يتعارض مع قيمها".
كما أضافت: "نسمع أيضاً ونعترف بالمخاوف التي يشاركنا بها معجبونا وشركاؤنا الموثوق بهم"، بشأن العمل في المستوطنات.
قبل أن تتابع في المناسبة ذاتها: "لدينا شراكة طويلة الأمد مع المرخص له (الوكيل)، الذي يصنع آيس كريم بن آند جيري في إسرائيل ويوزعه في المنطقة، لكننا عملنا على تغيير هذا، وأبلغناه بأننا لن نجدد اتفاقية الترخيص عندما تنتهي صلاحيتها في نهاية العام المقبل"، دون ذكر متى بدأت عملها هناك.
وختمت "بن آند جيري" بيانها بالقول: "على الرغم من أنه لن يتم بيع منتجاتنا في المستوطنات بعد الآن، إلا أننا سنبقى في إسرائيل من خلال ترتيب مختلف. سنشارك تحديثاً بشأن هذا بمجرد أن نكون مستعدين".
قرار "يخيف" تل أبيب
من جانبه، اعتبر الوكيل الحصري للشركة في إسرائيل أن "هذا إجراء غير مسبوق من قبل شركة يونيليفر- مالكة بن آند جيري العالمية".
كما أضاف في بيان نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "ندعو الحكومة الإسرائيلية والجمهور المستهلك إلى عدم السماح بمقاطعة إسرائيل"، دون تفاصيل.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف إسرائيلي في مستوطنات الضفة بما فيها القدس المحتلة، يتواجدون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.
ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة المستوطنات غير شرعية، ويستند هذا جزئياً إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.