أعلن العراق، الجمعة 23 يوليو/تموز 2021، أن إيران خفضت إمدادات الغاز التي توردها لمحطات الطاقة الكهربائية المغذية لجنوبي ووسط البلاد، بواقع 19 مليون قدم مكعب يومياً، ما أفقد البلاد نحو ألف ميغاواط من الكهرباء التي يتسبب نقصها في احتجاجات.
وزارة الكهرباء العراقية قالت في بيان إنه جرى "تخفيض معدلات الغاز الإيراني المورد المشغل لمحطات الإنتاج في المناطق الوسطى وبغداد، من 34 مليون متر مكعب إلى 20 مليون متر مكعب يومياً".
أما في المناطق الجنوبية للبلاد فقد انحسرت معدلات الغاز الإيراني "من 17 مليون متر مكعب إلى 12 مليون متر مكعب يومياً"، وفق البيان، الذي لم يوضح أي أسباب للقرار الإيراني.
كذلك أشار البيان إلى أن هذا التخفيض "أفقد المنظومة (الكهربائية) قرابة ألف ميغاواط من الكهرباء"، موضحاً أنه "جرى التنسيق بشكل عالٍ وكبير بين وزارتي الكهرباء والنفط، لتعويض ما فقدته المنظومة من غاز ممكن أن يؤثر على إدامة زخم الإنتاج"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها لم تعلّق إيران على ما ورد في البيان العراقي، لكن طهران كانت قد خفضت في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كميات الغاز المصدرة للعراق 40%، لعدم تسديد بغداد الديون المستحقة لطهران.
يُدين العراق لإيران بمبلغ 4 مليارات دولار لواردات الطاقة، وقد تسببت الأزمة الاقتصادية في البلاد بحدوث تأخيرات جزئية في السداد، لاسيما أن برنامج السداد المعقد المصمم للالتفاف على العقوبات الأمريكية أدى إلى تأخر التحويلات المالية أيضاً.
كذلك تصاعدت وتيرة الهجمات ضد الخطوط الناقلة للكهرباء في العراق من قبل مسلحين يرجح انتماؤهم إلى تنظيم "داعش"، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما فاقم أزمة نقص الطاقة في البلاد.
من جهتها تواجه الحكومة العراقية ضغوطاً كبيرةً بسبب الاحتجاجات التي تندلع جراء الانقطاع الطويل للكهرباء، خصوصاً في فصل الصيف، حيث تصل درجات الحرارة في بعض المناطق من البلاد إلى 50 درجة مئوية.
إضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الكهرباء يثير قلقاً على عمل المشافي، خصوصاً التي تعالج مرضى كورونا، فضلاً عن تأثر الشركات والأعمال بغياب الكهرباء.
يُنتج العراق 19 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألفاً، ما يؤدي إلى انقطاع متكرر للتيار، خاصة في فصل الصيف، وسط احتجاج من السكان.
لذا يجري العراق مباحثات مع دول خليجية على رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها، بعد أن كان يعتمد على إيران وحدها خلال السنوات الماضية، عبر استيراد 1200 ميغاواط من الكهرباء، وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.
يُلقي العراقيون اللوم في أزمات البلاد على الفساد وتقصير السلطات، ويشعر كثير من العراقيين بالغضب الشديد من مؤسسة حاكمة تسمح بتفشي الفساد، بينما يعيش الملايين في فقر رغم الثروة النفطية الهائلة للبلاد.