لجأ الوفد الأمريكي ووفود أجنبية إلى مركباتهم للحماية، إثر تقارير تحدثت عن إطلاق نار واستخدام قنابل الغاز للسيطرة على الحشود، في احتجاجات وقعت خارج مقر جنازة رئيس هايتي الراحل جوفينيل مويس، الجمعة 23 يوليو/تموز 2021.
إذ قال شهود من رويترز إنهم شمُّوا رائحة الغاز وسمعوا انفجارات يُعتقد أنها دوي طلقات رصاص. ولم ترد تقارير بعد عن وقوع إصابات في صفوف المحتجين أو السلطات، ولا يوجد ما يشير إلى أن الشخصيات الأجنبية التي تحضر الجنازة معرضة للخطر.
اضطرابات في جنازة رئيس هايتي
في حين افتتحت فرقة موسيقية نحاسية وكورال كنسي مراسم الجنازة قبل تلك الاضطرابات بدقائق، بحضور زوجة الرئيس الراحل، وذلك بعد أسبوعين من قتله بالرصاص بمنزله، في عملية اغتيال ما زال يكتنفها الغموض على يد مرتزقة أجانب.
تخلل المراسم هتافاتٌ غاضبة من محتجين من أنصار الرئيس الراحل الذين اتهموا السلطات بالمسؤولية عن مقتل مويس. وتقدمت الوفدَ الأمريكي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة.
في حين استقبل محتجون المسؤولين من هايتي لدى وصولهم للجنازة، بهتافات غاضبة. ووصف محتجٌ قائدَ الشرطة بأنه "مجرم"، وتساءل آخر: "لماذا لديكم الآن كل هذه إجراءات الأمنية؟! وأين كانت الشرطة يوم اغتيال الرئيس؟!".
في المقابل وفيما كانت الشرطة تجوب الشوارع التي كانت هادئة نسبياً، تجمَّع أقارب مويز ومسؤولون حكوميون وأنصار الرئيس الضحية ودبلوماسيون في مكان الجنازة التي يُتوقع أن تستمر ساعات عدة.
فيما لُفَّ نعش مويز بعلم هايتي الأحمر والأبيض والأزرق مع الوشاح الرئاسي، محاطاً بالزهور. وكانت قد وُضعت شاشات كبيرة؛ ليتمكن المشيعون من مشاهدة الحدث.
إصابة زوجة الرئيس
في حين يُفترض أن تلقي مارتين، أرملة مويز التي أصيبت بجروح خطيرة في الهجوم الذي تسبب بقتل زوجها وتطلبت علاجاً في الولايات المتحدة، كلمة خلال التشييع، إضافة إلى أحد أبنائها.
من جانبها أوقفت الشرطة أكثر من 20 شخصاً، معظمهم كولومبيون، وتقول الشرطة إن المؤامرة دبرها هايتيون لديهم طموحات سياسية وعلاقات خارجية. لكن الغموض لايزال يخيّم على القضية.
كما أعرب الهايتيون عن صدمتهم؛ لاعتبارهم أن الأشخاص المكلفين بحماية الرئيس ومقر إقامته خذلوه. وتعاني الدولة الكاريبية الفقيرة من الجرائم ووجود عصابات نافذة، وهي مشكلات تفاقمت خلال رئاسة مويز.
اشتباكات ورفض شعبي
في السياق ذاته اندلعت اشتباكات عندما قام قائد الشرطة، ليون تشارلز، بزيارة لمدينة كاب هايتيان واستُقبل بصيحات استهجان في أثناء مراجعته الترتيبات الأمنية للجنازة.
من ناحية أخرى يلقي سكان محليون باللوم على قائد الشرطة في عدم حماية مويز الذي أصيبت زوجته مارتين بجروح خطيرة، في هجوم بالرصاص، على ما يبدو نفذته مجموعة تضم جنوداً متقاعدين كولومبيين، من دون وقوع إصابات في صفوف الحرس الرئاسي.
كما أثار اغتياله توتراً طويل الأمد بين شمال هايتي وغربها، وهو أمر يعزى جزئياً إلى الانقسامات العرقية التاريخية التي تعود إلى الاستعمار الفرنسي بين السود الشماليين المتحدرين من العبيد، والهايتيين ذوي البشرة الأفتح من أعراق مختلطة والذين يعيشون في الجنوب والغرب.
حتى إن بعض السكان أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى كاب هايتيان، بهدف منع سكان العاصمة بور أو برنس من حضور الجنازة.
من جانبها قالت رئيسة بلدية كاب هايتيان، إيفروز بيار: "سنبذل كل ما في وسعنا لتكريمه بالطريقة التي يستحقها، بما يتماشى مع أهميته لمدينتنا".