كشف رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، الأربعاء 21 يوليو/تموز 2021، أن حركة طالبان اكتسبت "زخماً استراتيجياً"، حيث أصبحت تسيطر على نحو نصف المناطق الأفغانية البالغ عددها 400 تقريباً، إلا أنها لم تسيطر على أي من مدن البلاد الرئيسية.
مارك ميلي شدّد على أن "سيطرة طالبان العسكرية تلقائياً ليست أمراً مفروغاً منه"، ورغم أن القوات الأفغانية تلقت تدريباً وتجهيزات من الولايات المتحدة، ورغم أن عددها يفوق بأشواط مقاتلي طالبان، وفق التقديرات، فإنّ العدد ليس المعيار المرجّح لحسم الحرب، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف ميلي أن العاملَين الأكثر أهمية في القتال حالياً "هما الإرادة والقيادة، وهذا سيكون بمثابة اختبار الآن لإرادة وقيادة الشعب الأفغاني وقوات الأمن الأفغانية وحكومة أفغانستان".
وتشنّ الحركة عمليات عسكرية واسعة في أنحاء أفغانستان سيطرت خلالها على أراض ومعابر حدودية وطوقت مدناً، مع قرب اكتمال انسحاب القوات الأجنبية. وانعكس ذلك سلباً على معنويات القوات الأفغانية المستنزفة بفعل سنوات الحرب وبقرار انسحاب القوات الأجنبية.
فيما أكّدت حركة طالبان، الأربعاء، أنها لن تقاتل في عطلة عيد الأضحى إلا للدفاع عن النفس، لكنها لم تعلن عن وقف رسمي لإطلاق النار، على غرار ما جرى في أعياد إسلامية سابقة.
دعم أمريكي للجيش الأفغاني
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنّ الولايات المتّحدة سلّمت الجيش الأفغاني، الجمعة، ثلاث مروحيات من طراز "بلاك هوك"، وأنّها ستسلّمه مزيداً من العتاد العسكري في الأيام المقبلة.
وقال أوستن: "سنظلّ ملتزمين بمساعدة الجيش الأفغاني والحكومة الأفغانية في المستقبل".
ووفقاً للجنرال ميلي، فإنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان اكتمل بنسبة 95%، مشيراً إلى أنّ الولايات المتّحدة سحبت من هذا البلد تسعة آلاف عسكري ومدني أمريكي وعتاداً بحجم يعادل شحنات 984 طائرة من طراز سي-17.
وكان البنتاغون أعلن، في منتصف كانون الثاني/يناير، أنّ عدد الأفراد العسكريين الأمريكيين في أفغانستان انخفض إلى 2500 عسكري، لكنّ الجيش الأمريكي يوظّف أيضاً عدداً كبيراً من المساعدين المدنيين، ولا سيما في المقاولات.
وأوضح رئيس الأركان الأمريكي أنّ "مجموعة صغيرة من العسكريين بشكل رئيسي، ولكن أيضاً من المدنيين والمقاولين من الباطن، فضلاً عن دبلوماسيين، لا تزال في أفغانستان لضمان الأمن وتعزيز وجودنا الدبلوماسي في كابول".
انسحاب القوات الأمريكية"
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية انسحبت، الجمعة 2 يوليو/تموز الجاري، من قاعدة باغرام الجوية، التي تبعد 40 ميلاً إلى الشمال من كابول، والتي تعد أهم قاعدة جوية بأفغانستان، وسط تحذيرات من أن أفغانستان قد تنزلق إلى حرب أهلية.
هذا الانسحاب الأمريكي الذي يجري بوتيرة سريعة يأتي بينما تكثف حركة طالبان من هجومها في أنحاء البلاد، خاصة مع إخفاق محادثات السلام في قطر في تحقيق تقدم يذكر.
على الرغم من الوتيرة السريعة للانسحاب فلا يزال الجيش الأمريكي يمتلك حالياً سلطة حماية القوات الأفغانية.
في هذا الصدد، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، للصحفيين: "تلك السلطات لا تزال موجودة"، لكنه لم يفصح عن إطار زمني محتمل لانتهائها.
في مقابل الانسحاب الأمريكي تعهدت طالبان، التي تقاتل لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة المدعومة من واشنطن، بمنع أي أنشطة إرهابية دولية تنطلق من الأراضي الأفغانية.
كما تعهدت الحركة بالدخول في محادثات مع خصومها الأفغان، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في المفاوضات.