قالت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء 21 يوليو/تموز 2021، إنها تعول على دور الاتحاد الإفريقي في الحد من الصراع، والتوسط بهدف إيجاد حل لأزمة "سد النهضة" الإثيوبي، وذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني، وتضمَّن رسالة إلى إثيوبيا بعد قيامها بالملء الثاني للسد.
وسط تعثر المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 يوليو/تموز الجاري، دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي؛ وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.
والإثنين 19 يوليو/تموز الجاري، أعلن وزير الري الإثيوبي سيلشي بيكيلي، الانتهاء من الملء الثاني للسد، والذي لم تعلق عليه مصر بعد، بينما قال رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، الثلاثاء، إن بلاده ستواصل الدعوة لضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن السد.
دعم للموقف الإفريقي
جاء في البيان أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، الذي يشغل حالياً رئاسة الاتحاد الإفريقي، وناقش معه عدة قضايا، منها أزمة "سد النهضة"، وتدهور الوضع الإنساني بإقليم تيغراي الإثيوبي.
في المناسبة نفسها، شدد بلينكن على "قلق بلاده البالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في إقليم تيغراي" الذي نفذت فيه أديس أبابا عملية عسكرية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ضد "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، وأعلنت انتهاءها بالسيطرة على الإقليم بالكامل، رغم ورود تقارير عن استمرار انتهاكات حقوقية بالمنطقة منذ وقتها.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي "أهمية دور الاتحاد الإفريقي في الحد من الصراع، والتوسط لإيجاد حل لأزمة السد الإثيوبي الكبير (النهضة)".
الجانبان أعربا عن "التزامهما بالعمل معاً حتى تتمكن الكونغو الديمقراطية من تسخير إمكاناتها الهائلة نحو الاستمرار في مسار إيجابي بأزمة السد".
وفي 8 يوليو/تموز الجاري، خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات "سد النهضة" تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.
"موقف مصر الثابت"
فقد طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021، المجتمع الدولي بدفع المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي بجدية، من أجل الوصول إلى اتفاق ملزم حول تشغيل وملء السد، غداة إعلان اكتمال ملئه الثاني، خلال اتصال هاتفي تلقاه السيسي من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وفق بيان الرئاسة، بحث السيسي وجونسون "أبرز ملفات العلاقات الثنائية وتبادلا وجهات النظر بشأن مستجدات القضايا الإقليمية وقضية سد النهضة".
كما نقل البيان عن السيسي تأكيده "موقف مصر الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية في مياه النيل، والحفاظ على الأمن المائي لمصر حالياً ومستقبلاً".
الرئيس المصري شدد على "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته لدفع عملية التفاوض بجدية وإرادة سياسية حقيقية، للوصول إلى اتفاق شامل وعادل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل السد".
من جانبه، أكد جونسون، بحسب البيان، "دعمه لجهود استئناف عملية التفاوض، من أجل الوصول إلى حل عادل لتلك القضية".
طريق مسدود
فقد دعت إثيوبيا، الثلاثاء الماضي، كلاً من مصر والسودان إلى التفاوض "بحسن نية" حول "سد النهضة"، وأكدت "التزامها" بإنجاح المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
بينما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري حينها، إن الجهود التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن الأزمة "وصلت إلى طريق مسدودة".
يُذكر أن مصر والسودان تتمسكان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد؛ لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنويتين من مياه نهر النيل، فيما ترى إثيوبيا عادةً عدم وجوب ذلك، وتؤكد عدم إضرارها بالبلدين.
وفي أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا، منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال السيسي في 30 مارس/آذار الماضي، إن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".