انتهز زعماء العالم على غرار جاستن ترودو وبايدن فرصة عيد الأضحى المبارك، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021، ليقدموا التهنئة لملايين المسلمين حول العالم، فيما تضمنت تهنئتهم رسائل دعم ودعوة لمكافحة الإسلاموفوبيا.
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كعادته هنأ المسلمين في بلاده بحلول عيد الأضحى، وقال في بيان صادر من مكتبه: "اليوم، يحتفل المسلمون في كندا وحول العالم بعيد الأضحى المبارك"، وأضاف: "في هذا اليوم، يحضر المسلمون الصلوات، ويتبادلون الهدايا والتحية، ويقدمون المساعدة للفقراء، ويؤدون التضحية، ويتشاركون وجبة خاصة مع العائلة والأصدقاء.. لا يزال هذا اليوم المهم يوفر فرصة للتفكير في دروس التضحية والرحمة والكرم، ولإظهار التقدير لبركات الحياة.. لقد حان الوقت أيضاً لجميع الكنديين للاعتراف بالعديد من المساهمات التي قدمها الكنديون المسلمون لبلدنا لأجيال".
دعوة لمواجهة الإسلاموفوبيا
زعيم الحزب الليبرالي الحاكم تابع في بيانه: "في حين أن بعض الناس سيتمكنون مرة أخرى من التجمع بأمان مع العائلة والأصدقاء للاحتفال بعيد هذا العام، قد لا يزال البعض الآخر معزولاً ووحيداً.. ولكن إذا واصلنا اتباع إرشادات الصحة العامة وحصلنا على لقاحات كوفيد-19 الخاصة بنا بمجرد أن يحين دورنا، فسوف نتغلب على هذا الفيروس وسنكون جميعاً قادرين على الاحتفال معاً العام المقبل".
كما اغتنم ترودو المناسبة لاستنكار "الإسلاموفوبيا"، مشيراً إلى المأساة الأخيرة التي وقعت في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو الكندية، حيث تم دهس عائلة مسلمة عمداً، واصفاً الحادث بـ"المؤلم"، لافتاً إلى أن المسلمين ما زالوا يواجهون الإهانات والتهديدات والعنف في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد.
وقال جاستن ترودو: "لا مكان للكراهية والتمييز في مجتمعنا.. لهذا السبب ستستضيف حكومة كندا القمة الوطنية حول الإسلاموفوبيا في 22 يوليو لمواصلة اتخاذ إجراءات قوية ضد هذه الكراهية والتمييز.. معاً يجب أن نختار الاندماج على عدم التسامح، وأن نعيد تأكيد التزامنا بكندا متنوعة، حيث يمكن للجميع -بغض النظر عن عقيدتهم أو عرقهم أو ثقافتهم أو جنسهم- أن يشعروا بالترحيب والأمان والاحترام".
عيد استثنائي
بدوره هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل، المسلمين بحلول عيد الأضحى المبارك، وقال بايدن إن العيد له معنى خاص في ظل استمرار جائحة كورونا.
وفي البيان الصادر عن الرئيس الأمريكي قال: "جيل وأنا نرسل أحر التهاني لهؤلاء الذين يحتفلون بعيد الأضحى حول العالم. إن تقاليد العيد وطقوس الحج المتمثلة في العطاء لمن هم أقل حظاً في ذكرى إخلاص إبراهيم وابنه لله تحمل معنى خاصاً هذا العام، حيث نواصل مواجهة تحديات جائحة كورونا ونعمل على الاستجابة والتعافي من الوباء العالمي".
عيد الرحمة والعدالة
بدوره وجّه الرئيس الروسي بوتين رسالة تهنئة إلى المسلمين الروس، مشيراً إلى أن العيد يذكر المؤمنين بقيم الإسلام، ويدعو إلى الرحمة والعدالة، وفق ما نقلته خدمة الكرملين الصحفية.
موقع الكرملين قال في بيان التهنئة: "هذا العيد القديم، الذي تعود جذوره إلى قرون ماضية، يذكر المؤمنين بأصول الإسلام وقيمه، ويدعو إلى الرحمة والعدل والتقوى، والتعامل الصادق مع الآخرين".
وأضاف بيان التهنئة: "وهذه المُثل الإنسانية والأخلاقية السامية، التي هي أساس جميع الأديان العالمية، تعمل كقوة توحيد قوية، وتسهم في تعزيز الانسجام بين الأعراق في المجتمع والحفاظ على التنوع الثقافي، والتقاليد الأصلية لشعبنا".
عيد الأضحى
ويحتفل المسلمون في أنحاء العالم، الثلاثاء، بعيد الأضحى المبارك، فيما بدأ حجاج بيت الله الحرام في رمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى بأول أيام عيد الأضحى، بعد الوقوف على صعيد عرفات وأداء الركن الأعظم من فريضة الحج وسط تدابير وقائية بسبب أزمة كورونا.
وأقام الملايين من المسلمين صلاة العيد في كافة أرجاء العالم، بعد صلاة الفجر بنحو ساعتين، فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات عن الاحتفاء، حيث تجلت مظاهر الاحتفال في ذبح الأضاحي.
ويأتي عيد الأضحى لهذه السنة للمرة الثانية بشكل استثنائي بسبب أزمة كورونا التي فرضت موسماً استثنائياً للحج شارك فيه عدد قليل من المسلمين وسط إجراءات وقائية صارمة خوفاً من انتشار الفيروس.
ومع بزوغ فجر الثلاثاء، توافد الحجاج إلى مشعر منى، مهللين مكبرين، تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وأدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في مزدلفة، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى، شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعاً لسنة المصطفى (عليه الصلاة والسلام).
ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان، الذي اعترض نبي الله إبراهيم (عليه السلام) في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه وبعد أن يفرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة، يشرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر، حيث يبدأون بنحر هديهم (الأضاحي)، ثم بحلق رؤوسهم، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة.
بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم، فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله كثيراً ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث، يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، وكل منها بسبع حصوات.