تجمع آلاف الحجاج على جبل عرفات الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، في المنسك الأهم بموسم حج استثنائي بسبب جائحة كورونا، فيما أجمعوا في دعائهم على آمالهم في تخلص العالم من هذه الوباء وآثاره.
حاجة فلسطينية، تدعى أم أحمد، تعيش في العاصمة السعودية الرياض، قالت إن شعوراً لا يوصف غمرها لاختيارها من بين ملايين لأداء فريضة الحج. وأضافت أنها تدعو الله أن تنتهي هذه الفترة العصيبة التي مر بها العالم كله في الجائحة.
قالت أم أحمد إنها فقدت أربعة من أفراد أسرتها جراء إصابتهم بالفيروس.
وفي مسجد نمرة، جلس الحجاج، تفصل بين كل منهم مسافة مترين، وكانت دموع بعضهم تنسال على وجوههم، بينما رفع آخرون أكفهم بالدعاء في صلاة الظهر.
قال كريم الله الشيخ من الهند إنه يدعو الله أن يخلص بلاده التي شهدت زيادة كبيرة في أعداد الإصابات بالفيروس وأن يتم تطعيم الجميع على الفور.
وقال حافظ كاديكو الأمريكي الذي يعمل في السعودية إن أمنياته أشمل، مضيفاً: "العنصرية متفشية… أدعو الله أن يحبب الناس جميعاً كلاً في الآخر".
فيما قال الحاج السوري ماهر بارودي: "من أولى الدعوات كانت طبعاً إزالة ورفع هذا الوباء والبلاء عن الأمة كلها، عن كل الناس عن كل البشر لأنه أصاب كل شيء وكل الناس وكل الأجناس ورفع هذا البلاء عن أمة الإسلام والمسلمين إن شاء الله حتى السنوات القادمة إن شاء الله ترجع الناس تحج إلى بيت الله الحرام وترجع الملايين طبعاً تملأ هذه البقاع الطاهرة بإذن الله رب العالمين".
موسم استثنائي
وقررت السلطات السعودية أن يشارك في الحج هذا العام 60 ألفاً فقط من المواطنين السعوديين والمقيمين بين سن 18 و65 عاماً ممن تم تطعيمهم بالكامل أو تعافوا من الإصابة بالفيروس ولا يعانون من أي أمراض مزمنة.
وفي السنوات السابقة كان أكثر من مليوني حاج يغطون جبل الرحمة في وادي عرفات وكانوا يجلسون متجاورين تحت أشعة الشمس الحارقة بمدينة مكة يحملون المظلات والمراوح وسط درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية.
أما هذا العام، فقد اضطر الحجاج بملابس الإحرام البيضاء لمراعاة التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات على جبل عرفات.
وأشاد الشيخ بندر بليلة، في خطبة عرفة خلال أهم شعائر الحج، بجهود السلطات السعودية لضمان سلامة الحجاج والحيلولة دون تحول الحج إلى بؤرة جديدة للجائحة.
يشار إلى أنه بعد قضاء النهار على جبل عرفات ينتقل الحجاج إلى مزدلفة ثم إلى منى الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى.