أعلن حزب "ميرتس" الإسرائيلي المشارك في الائتلاف الحاكم، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، أنه سيسائل وزارة الدفاع عن صادرات برامج تجسس إسرائيلية ربطتها تقارير إعلامية باختراق هواتف صحفيين ومسؤولين ونشطاء حقوقيين في شتى أنحاء العالم، أبرزهم الصحفي السعودي المغتال جمال خاشقجي، إلى جانب عدد من المقربين منه.
وزير الصحة، نيتسان هورويتز، الذي يشغل مسؤولية رئيس حزب ميرتس للصحفيين، قال إنه سيلتقي بوزير الدفاع بيني غانتس يوم الخميس لمناقشة صادرات مجموعة إن.إس.أو المرخصة من وزارة الدفاع.
بينما لم يصدر تعليق على الفور من وزارة الدفاع التي تصدر تراخيص هذه الصادرات.
عمليات تجسس هائلة والشركة تنفي!
كان تحقيق أجرته 17 مؤسسة إعلامية ونُشرت نتائجه يوم الأحد قد كشف أن برنامجاً للتجسس من إنتاج شركة إسرائيلية استخدم لاختراق 37 نوعاً من الهواتف الذكية تخص صحفيين ومسؤولين وناشطين بأنحاء متفرقة من العالم؛ وذلك في محاولات بعضها نجح وبعضها لم يخرج عن إطار المحاولة.
ونفت شركة إن.إس.أو الإسرائيلية المنتجة للبرنامج الاتهامات ووصفتها بأنه "ادعاءات زائفة" وقالت إن برنامجها مخصص فقط لأجهزة المخابرات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون لمحاربة الإرهاب والجريمة.
وتحدث النائب موسى راز خلال اجتماع لأحد أجنحة حزب ميرتس بثه التلفزيون ودعا الحزب إلى المطالبة بأن توقف إسرائيل صادرات شركة إن.إس.أو التي شبهها "بتصدير أسلحة محرمة إلى دول غير ديمقراطية".
غير أن نائباً آخر من نواب ميرتس هو نائب رئيس الأركان السابق يائير جولان كان أكثر تحفظاً؛ إذ قال إن التقارير المنشورة عن شركة إن.إس.أو "تبدو مغرضة ولها دافع تجاري" مضيفاً أن "إن.إس.أو" ليست هي الشركة الوحيدة التي تنتج مثل هذه البرامج.
التجسس على مقربين من خاشقجي
فقد كشف التحقيق، عن اختراق برنامج "بيغاسوس" للتجسس، الذي ابتكرته شركة التكنولوجيا الإسرائيلية NOS، هاتفَ أقرب الأشخاص إلى الصحفي السعودي المغتال جمال خاشقجي، خاصةً زوجته حنان العتر وخطيبته التركية خديجة جنكيز، إلى جانب عدد من الإعلاميين والسياسيين المقربين منه؛ وذلك قبل أشهر قليلة من اغتياله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
حسب تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية، الأحد 18 يوليو/تموز 2021، فقد استهدف أحد مستخدمي برنامج بيغاسوس هاتفَ زوجته، حنان العتر، الذي يعمل بنظام "أندرويد" قبل مقتل خاشقجي، لكنَّ التحليل لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت عملية الاختراق قد نجحت أم لا، واستُخدِمت برمجية التجسس لاختراق هاتف خطيبته، خديجة جنكيز، الآيفون بعد قتله بأيام.
ومن غير المعروف ما إذا كان هاتف خاشقجي المحمول قد تعرَّضَ للاختراق، بعد أن ترك هاتفه مع جنكيز عندما دخل القنصلية، وهي بدورها سلَّمته للسلطات التركية.
المقرب الثاني من خاشقجي، الذي اختُرِقَ هاتفه بواسطة بيغاسوس، وفقاً للفحص، كان وضَّاح خنفر، الصحفي السابق بشبكة الجزيرة، والمدير العام السابق للشبكة.
أما شركاء خاشقجي الذين تظهر أرقام هواتفهم في القائمة، ولكن هواتفهم الذكية لم تُفحَص، فهم الصحفي التركي توران كشلاكجي، ومدافعٌ عن حقوق الإنسان منفيٌّ في لندن تحدَّثَ شريطة عدم الكشف عن هويته؛ خشيةً على سلامته.
يظهر في القائمة أيضاً مسؤولان تركيان متورِّطان بشدة في التحقيق في جريمة قتل خاشقجي، وقد تضمَّنَت القائمة رقمَي الرجلين الأقرب إلى خاشقجي: عرفان فيدان، المدَّعي العام آنذاك، وياسين أقطاي، العضو النافذ في الحزب الإسلامي الحاكم والمستشار للرئيس. وقد رفضا تقديم هاتفيهما للفحص.