هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الإثنين 19 يوليو/تموز 2021، شعبه بإتمام التعبئة الثانية لسد النهضة بنجاح، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمنح أديس أبابا فرصة للحفاظ على مرونة في جميع الاتفاقات المقبلة.
وفي أول تصريح رسمي بعد إعلان نشره تلفزيون أثيوبيا، عن اكتمال الملء الثاني لسد النهضة، كرر آبي أحمد تأكيده على أن إثيوبيا في وضع أفضل للحفاظ على المرونة في جميع الاتفاقات، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة الحكومية "فانا".
وبحسب "فانا"، فإن خزان سد النهضة وصل إلى منسوب مياه غامر (زائد عن المعدل الطبيعي) بعد استكمال عملية الملء الثانية.
الملء الثاني للسد
صباح الإثنين، أعلنت وسائل إعلام حكومية إثيوبية عن اكتمال الملء الثاني لسد النهضة، الذي يتسبب بأزمة دبلوماسية بين أديس أبابا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى.
وسائل الإعلام الإثيوبية أعلنت عن "اكتمال الملء الثاني لسد النهضة في غضون دقائق"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز، ونشر الإعلام المحلي لقطات تصور ملء السد.
من جانبه، قال وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكلي، في تغريدة على حسابه في تويتر: "تم الانتهاء من التعبئة الثانية لسد النهضة، وتجاوز الماء قمة السد"، مضيفاً أن "التعبئة الثانية تعني الحصول على كمية المياه اللازمة لتشغيل توربينين".
يأتي الملء الثاني لسد النهضة على الرغم من عدم توصل مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاق، وفشل المباحثات الطويلة بين البلدان الثلاثة، ومن شأن الإعلان الإثيوبي عن الملء الثاني للسد أن يعمّق خلافات أديس أبابا مع القاهرة والخرطوم.
كان عضو فريق التفاوض الإثيوبي جيديون أسفاو، قال في مقابلة مع وكالة أنباء بلاده الرسمية، إن المرحلة الثانية لملء السد تمثل "حدثاً تاريخياً لإثيوبيا لتوليد الطاقة، والتخفيف من فقر الطاقة في البلاد".
لم يقدم المسؤول الإثيوبي تفاصيل بشأن كمية المياه التي سيحتجزها خزان السد خلال الملء الثاني.
لكن خبير الموارد المائية وأستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي قال، في تصريحات إعلامية سابقة، إن الجانب الإثيوبي نجح في الانتهاء من تعلية الممر الأوسط لسد النهضة بارتفاع 4 أمتار إضافية؛ ما يمكنه من تخزين حوالي 6 مليارات متر مكعب من المياه، خلال يوليو/تموز الجاري.
أضاف شراقي أنه مع الاستمرار في تعلية الممر الأوسط إلى 30 متراً كما هو مقرر، يمكن للإثيوبيين خلال أغسطس/آب استكمال المتبقي من الحصة المراد تخزينها وهي 13.5 مليار متر مكعب.
كانت إثيوبيا قد أخطرت في 5 يوليو/تموز الماضي دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.
لكن أصرت أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز، وأغسطس/آب 2021، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بالخرطوم والقاهرة، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
في حين أن مصر والسودان تمسَّكتا بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
يُذكر أنه في 8 يوليو/تموز الجاري، خلُص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات "سد النهضة" تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.