أثار مقطع فيديو مدته دقيقتان، حول خططٍ لاحتواء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر "على مجتمع بيئي حي يضم أيضاً غابة عمودية"، انتقادات وسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي.
الفيديو الذي نشره حساب شبكة CNN الإخبارية الأمريكية على موقع تويتر، يُظهر غابة عمودية من ثلاثة مبانٍ مغطاة بأشجار ونباتات ممتصة للتلوث، كما تشمل أكثر من 570 نوعاً مختلفاً من الأسجار، يُقال إنها "مُصمَّمة لإنقاذ الكوكب" من آثار التغير المناخي و"خفض درجة الحرارة".
سمر زكي، مديرة التطوير في شركة "مصر إيطاليا" العقارية، قالت لشبكة CNN: "الهدف هو امتصاص سبعة أطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وإنتاج ثمانية أطنان من الأوكسجين سنوياً".
بينما يشيد مطوِّرو المشروع بفوائده البيئية، أشار مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي إلى أن المباني من هذا النوع، تجسد الانقسام الطبقي الذي تشكل المدينة الجديدة استدامةً له.
يقول منتقدون إن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة بأكمله يمثل تهديداً بيئياً، وفق تعبيرهم، بحسب ما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 17 يوليو/تموز 2021.
أشار الموقع إلى أنه في حين اعتبر البعض مشروعَ الغابة العمودية "جميلاً ومدهشاً"، كان هنالك إجماع أقرب إلى رفض المشروع، لأن الأغنياء فقط هم من يمكنهم العيش في مبان من هذا النوع.
سلَّط آخرون الضوء على نقص المياه في مصر، والذي يُعد مشكلة قد تستفحل بالمضي قدماً في مثل هذه المشروعات، خصوصاً مع أزمة القاهرة وإثيوبيا حيال سد النهضة، وسأل أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: "لماذا [بدلاً من ذلك] لا نُصلح القاهرة ونجعلها أكثر نظافة وصحة؟".
أشارت انتقادات أخرى إلى أن احتياجات سكان القاهرة قد تجاوزت بالفعل قدرة النيل على الوفاء بها، وتذهب التقديرات إلى أنه بحلول العام 2025 فإن إمدادات المياه في مصر ستنخفض إلى أقل من 500 متر مكعب للفرد، وهو المستوى الذي يعرفه علماء الهيدرولوجيا عادةً بمستوى "الندرة المطلقة".
كذلك علّق آخرون بالإشارة إلى المفارقة التي ينطوي عليها مشروع مثل الغابة العمودية، في وقتٍ أقدمت فيه السلطات على قطع الكثير من الأشجار في القاهرة وأجزاء أخرى من البلاد.
وقال أحد المغردين: "ما دمتم تعرفون (طب ما دام أنتم عارفين) أهمية الأشجار، فلماذا أقدمتم على تقطيعها بطول وعرض البلاد؟".
كانت الحكومة المصرية قد قطعت كثيراً من الأشجار في جميع أنحاء مصر لإفساح المجال أمام مشروعات عمرانية جديدة، غير أن ذلك التوسع في قطع الأشجار أثار غضب الجمهور ودفع بعض أعضاء البرلمان للمطالبة بإجراءات جديدة لحمايتها.
يُفترض أن تكون الغابة العمودية، التي صممها المهندس المعماري الإيطالي والمخطط الحضري ستيفانو بويري، هي الأولى من نوعها في إفريقيا، وتشمل المباني الثلاثة فندقاً، فيما يضم المبنيان المتبقيان وحدات سكنية بالأساس.
يُشار إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، المقدر تكلفة بنائه بـ45 مليار دولار، هو جزء من "رؤية مصر 2030″ التي أطلقتها الحكومة المصرية في عام 2016، لـ"تحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات".
تقع العاصمة الجديدة، التي هي بحجم سنغافورة تقريباً ولم تُسمَّ بعد، في الصحراء على بعد 45 كيلومتراً شرق القاهرة. ومن المقرر أن يكتمل نقل البرلمان المصري والقصور الرئاسية والوزارات الحكومية والسفارات الأجنبية إليها بين عامَي 2020 و2022.