بأغلبية فاقت 90% من أعضاء لجنة الترشيح الإقليمية، حصل عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، على أصوات مُناضلي حزبه الراغبين في ترشيحه للبرلمان بالانتخابات المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وتُعد اللجان الإقليمية للترشيح، الهيئةَ الأولى في حزب العدالة والتنمية التي يحق لها اختيار مرشحي الحزب لانتخابات البرلمان، فيما تختص الأمانة العامة (القيادة التنفيذية) بالتسمية النهائية للمرشحين.
عودة بنكيران
علِم "عربي بوست" من مصادر متطابقة، أن عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية (يقود الحكومة)، حقق إجماعاً على تزكيته للانتخابات في لجنة الترشيح الخاصة باختيار ممثلي الحزب في الانتخابات البرلمانية.
وأكدت مصادر "عربي بوست" أن بنكيران حصل على أكثر من 90% من أصوات لجنة ترشيح في دائرة سلا المزرعة، التي تعد الدائرة الانتخابية لبنكيران منذ انتخابه لأول مرة في 1999.
وحصل عبدالإله بنكيران على 21 صوتاً من أصل 24 هي مجموع هيئة الترشيح الإقليمية التي أنهت أشغالها مساء السبت 17 يوليو/تموز الجاري، بأحد أحياء مدينة سلا (شمال العاصمة).
وخلال اللقاء نفسه تم اختيار ثلاثة وكلاء/رؤساء للوائح الحزب في الانتخابات المقبلة، ويتعلق الأمر إضافةً إلى بنكيران، بكل من نبيل الشيخي رئيس الفريق السابق بمجلس المستشارين، وعزيز بنبراهيم نائب رئيس جماعة سلا، إذ يمنح القانون للأمانة العامة الحق في اختيار وكيل من بينهم.
ووفقاً لقوانين الحزب يتم انتخاب هيئة الترشيح الإقليمية في الجموع العامة، من طرف أعضاء داخل الإقليم وفق التقسيم الإداري الذي تُحدده وزارة الداخلية، وتختص لجنة الترشيح الإقليمية بـ"الترشيح لعضوية مجلس النواب بالنسبة للدوائر الانتخابية المحلية".
وتقضي قوانين الحزب بأن يترأس عضو من الأمانة العامة (القيادة التنفيذية)، وكذلك يتم الاتصال بالشخص الذي يتم اختياره في لجنة الترشيح- إن لم يكن عضواً فيها- لتحديد قبوله أو اعتذاره.
وكشفت مصادر "عربي بوست" أن رئيس لجنة الترشيح ممثل الأمانة العامة في الاجتماع محمد الحمداوي، أخبر بنكيران بنتائج التصويت، وعرض عليه مسألة الاعتذار من عدمه، لكن الأخير لم يرفض ولم يعترض، وبقي بذلك مرشحاً باسم الحزب.
وشددت المصادر على أنه خلافاً لعبد الإله بنكيران، فإن وزراء في الحكومة الحالية، وتحديداً وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، عبدالقادر عمارة، اعتذر ورفض بشدةٍ الترشح خلال الاجتماع نفسه.
لا تعقيدات أمام بنكيران
من جهة ثانية كشفت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، أن رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية كشف لأعضاء حزبه أن الحزب لا يملك أي موقف تجاه من يختارهم أعضاءُ الحزب في الجموع العامة للبرلمان.
ونسبت المصادر إلى العثماني، القول في لقاءات حزبية عقدها بمدينة خريبكة (تبعد عن العاصمة الرباط بـ206 كم)، جواباً عن سؤال موقف الأمانة العامة من ترشيح بنكيران: "لن تكون هناك تعقيدات أمام من تم اختيارهم من قِبل لجان الترشيح".
مصادر "عربي بوست" أكدت أن عبدالإله بنكيران لم يعد أمامه إلا مرحلة واحدة ليعود وكيلاً للائحة حزبه في مدينة سلا، وهي المتوقفة على قرار هيئة التزكية كمرحلة أخيرة من مراحل الترشيح في الحزب.
ووفق لوائح الحزب فإن الأمانة العامة تعتبر هيئة التزكية النهائية بالنسبة لمرشحي البرلمان، سواء كانوا مرشحي الحزب في مجلس النواب (الغرفة الأولى)، أو مجلس المستشارين (الغرفة الثانية).
وشددت المصادر نفسها على أن "الأمانة العامة للحزب عقدت يومي الجمعة والسبت 16 و17 يوليو/تموز الجاري، اجتماعاً مطولاً خصصته لحسم ترشيحات الحزب في الانتخابات البرلمانية".
ووفق المصادر ذاتها فإن ":موضوع ترشيح بنكيران للانتخابات سيتم تداوله في الاجتماع القادم للأمانة العامة، بعد نهاية الجموع العامة الانتخابية التي تجري بعد عيد الأضحى".
طريق عودة بنكيران معبَّدة
اختيار بنكيران بهذه النسبة من الأصوات، وتصريحات الأمين العام سعد الدين العثماني، يعتبرها قيادي حزبي بمثابة طريق معبَّدة للأمين العام السابق، للعودة إلى البرلمان.
وتابع القيادي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن بنكيران مسؤول عن مسار مشاركة الإسلاميين السياسية، ومن ثم فاختياره من قِبل قواعد الحزب يعني حاجة القواعد إلى بنكيران في المرحلة المقبلة.
وسجَّل أن بنكيران معنيٌّ، بالدرجة الأولى بإنجاح فكرة الإصلاح، ووجوده على رأس قوائم الحزب الانتخابية مؤشر على مدى تمسُّك مناضلي حزب العدالة والتنمية بالتصور والفكرة الإصلاحية كما يشرحها ويوضحها بنكيران.
وخلص إلى أن الكرة الآن في ملعب بنكيران، وهو بمكانته وبموقعه قادر على إعادة الحياة إلى فكرة الإصلاح المؤسساتي في البلاد، بعدما تعرضت لإعطابٍ كبيرٍ في السنوات الأخيرة.
واختار بنكيران في السنوات الأخيرة، الانزواء في بيته، بسبب الخلافات الكبيرة مع قيادات حزبه، التي كانت تعتبر تصريحاته مسيئة إليها، ومسيئة كذلك إلى شركاء الحزب في الحكومة والأغلبية البرلمانية.
ويسود اعتقاد واسع بأن عودة بنكيران إلى البرلمان قد تكون أحد التحولات الكبرى في البيت الداخلي لـ"العدالة والتنمية" في المرحلة المقبلة، كما أنها ستؤثر إيجاباً على المشهد السياسي في البلد بشكل عام.
ويواجه حزب العدالة والتنمية خطراً حقيقياً في الفوز بالانتخابات المقبلة، خاصة بعد الغضب الكبير للمواطنين، بسبب ما يُتهم به الحزب من تخلٍّ عن كثير من وعوده الانتخابية.
هذا ويستعد المغرب لأكبر انتخابات في تاريخه السياسي، حيث ستجري ثلاث عمليات انتخابية في يوم واحد (8 سبتمبر/أيلول)، وهي: انتخابات البرلمان، والجماعات المحلية، والجهات.