قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الخميس 15 يوليو/تموز 2021، إن الإخفاق في تشكيل حكومة لبنانية جديدة أمرٌ مروِّعٌ، وانتقد الطبقة السياسية التي تحكم البلاد بأكملها.
إذ قال لودريان للصحفيين بالأمم المتحدة في نيويورك: "ما فهمته هو أن رئيس الوزراء المكلف، الحريري، عرض تشكيل حكومة على الرئيس عون، لكنه رفضها، ومن المنطقي فحسب أن يصل رئيس الوزراء لأحكامه الخاصة".
انعدام القدرة لدى اللبنانيين
كذلك قال وزير الخارجية الفرنسي: "هذا مجدداً حدث مروِّع آخر… هناك انعدام تام للقدرة لدى الزعماء اللبنانيين على التوصل لحل للأزمة التي تسببوا فيها".
جدير بالذكر أنه وفي وقت سابق من الخميس، تخلَّى الزعيم السُّني اللبناني سعد الحريري عن جهوده لتشكيل حكومة جديدة، مما يقلص أكثر من أي وقت مضى، فرص التوافق على حكومة في أي وقت قريب، للبدء بإنقاذ البلاد من الانهيار المالي.
تزامن اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة مع تظاهر عشرات من اللبنانيين، الذين قطعوا عدداً من الطرق في مناطق مختلفة من البلاد؛ احتجاجاً على فشل تشكيل الحكومة وعلى الأوضاع المعيشية.
إذ قالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن "محتجين قطعوا طريق المدينة الرياضية (غرب) بحاويات النفايات"، فيما وقعت مواجهات بين المحتجين وعناصر الجيش.
مواجهات مع الجيش اللبناني
تم خلال المواجهات رشق عناصر الجيش بالحجارة، فيما ردَّ الأخير بإطلاق الرصاص المطاطي بالهواء؛ في محاولة لتفريق المحتجين، وفق ما قاله شهود عيان لـ"الأناضول"، وحتى الساعة الـ16:40(ت.غ) مازالت المواجهات مندلعة في المدينة الرياضية.
في سياق متصل ذكر شهود عيان لـ"الأناضول"، أن "محتجين قطعوا أوتوستراد (طريق رئيس) خلدة والناعمة (غرب بيروت) في الاتجاهين بالإطارات المشتعلة، عقب اعتذار الحريري واحتجاجاً على الأوضاع المعيشية".
للأسباب نفسها ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن "محتجين قطعوا عدة طرق في البقاع (غرب)، منها في تعلبايا، ومثلث الفاعور، والروضة".
كذلك قالت الوكالة، إن "عدداً من الشبان قطعوا الطريق في جادة رئيس مجلس النواب نبيه بري البحرية في صور، وحطموا محتويات مطاعم ومقاهٍ وطردوا الزبائن منها، بعد سماعهم اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة". ولم تكشف عن حجم الأضرار في المطاعم والمقاهي وعددها.
أما في صيدا (جنوب)، فذكر شهود عيان لمراسل "الأناضول"، أن "شباناً قطعوا الطريق عند ساحة الشهداء بحاويات النفايات والعوائق؛ احتجاجاً على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، واحتجاجاً على تأزُّم الوضع السياسي والمعيشي في البلاد من دون إيجاد حلول للأزمة".
الرئاسة اللبنانية تهاجم الحريري
من جانبه قال بيان للرئاسة اللبنانية تعقيباً على اعتذار الحريري، إنه "رفض كل التعديلات المتعلقة بتبديل الوزارات والتوزيع الطائفي لها والأسماء المرتبطة بها".
يُذكر أنه على مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
إذ تركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون، بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
جدير بالذكر أنه منذ أواخر 2019، يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرتهم الشرائية.