قالت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 15 يوليو/تموز 2021، إن الرياضيين الروس المقرر مشاركتهم في أولمبياد طوكيو تلقوا تعليمات حول كيفية المناورة حول الأسئلة المحرجة المتعلقة بالسياسة وحقوق الإنسان.
صحيفة Vedomosti قالت إنَّ هذه هي المرة الأولى منذ تفكُّك الاتحاد السوفييتي التي يُطلَع فيها الرياضيون الروس على كيفية الرد على أسئلة وسائل الإعلام الدولية، وكان عملاء الاستخبارات السوفييتية في السابق يرافقون الرياضيين بانتظام إلى الأحداث الدولية الكبرى.
وجاء في التعليمات التي وضعتها اللجنة الأولمبية الروسية: "المعلومات تنتشر بسرعة كبيرة وأية إجابة غير مبالية، التي يمكن خداع الرياضيين بمهارة لإعطائها من قِبل أشخاص مدربين خصيصاً، سيكون لها تأثير سلبي للغاية".
كما أُخبِر الرياضيون أنهم إذا سُئِلوا عن شبه جزيرة القرم -شبه جزيرة البحر الأسود التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014- فعليهم تجنب الانجرار إلى النقاش ووُجِّهوا بالرد بعبارة: "يجب أن تبقى الرياضة بعيداً عن السياسة".
وشُجِّعوا على إعطاء رد مماثل على الاستفسارات حول شرق أوكرانيا، حيث أقام الانفصاليون المدعومون من الكرملين جمهوريتين متمردتين.
ويقول المنتقدون إنَّ انتهاكات حقوق الإنسان شائعة في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، وعند السؤال عن التحرش الجنسي، نُصِح الرياضيون بالرد: "لم أواجه هذا مطلقاً في مسيرتي، لكنني أعلم أنَّ مثل هذه المشكلة موجودة في العديد من البلدان".
وفيما يتعلق بموضوع "حياة السود مهمة"، قيل للرياضيين: "من الضروري توضيح أنَّ المواقف من الحركة هي مسألة شخصية للجميع، لكن يجب ألا تصبح الألعاب الأولمبية منصة للتحركات والمبادرات". وقال الرئيس بوتين، في الشهر الماضي، إنَّ حركة "حياة السود مهمة" أثارت اضطراباً في الولايات المتحدة.
وقال الكرملين إنَّ "التوصيات" مفيدة، لكنه أصر على أنَّ الرياضيين يمكنهم أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا سيأخذونها في الاعتبار.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس بوتين: "الرياضيون ليسوا سياسيين، لكن للأسف كثير من الناس يريدون إخراج سياسيين منهم وإشراكهم في السياسة، ثم يجدون أنفسهم في مواقف صعبة".
فيما قالت لجنة الأولمبياد الروسية إنَّ لديها سبباً للاعتقاد بأنَّ الرياضيين الروس سيواجهون التصيُّد على الشبكات الاجتماعية، وأضافت أنَّ أبسط طريقة لتجنب الإجابة عن الأسئلة الصعبة هي رفض التعليق.
ويُمنَع الرياضيون الروس من المنافسة في الأحداث الدولية الكبرى تحت علم الدولة حتى أواخر العام المقبل. وكانت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات قد فرضت هذا الحظر بعد الحكم على موسكو بأنها زودت السلطات ببيانات معملية مزيفة. وسيتنافس أكثر من 300 رياضي روسي في طوكيو، في الفترة من 23 يوليو/تموز إلى 8 أغسطس/آب، تحت راية اللجنة الأولمبية الروسية.
