وجَّه وزيرا خارجية فرنسا وأمريكا، الخميس 15 يوليو/تموز، رسالة مشتركة للرئيس اللبناني ميشال عون بضرورة التقدم في تشكيل الحكومة اللبنانية المعطلة منذ قرابة عام، في الوقت الذي أعلنت فيه الرئاسة اللبنانية أن عون يعتزم الاجتماع اليوم برئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وذلك بعد دراسته التشكيلة الحكومية الجديدة.
وأعلن سعد الحريري، الأربعاء، تقديم تشكيل جديد للحكومة للرئيس اللبناني ميشال عون تضم 24 وزيراً من الاختصاصيين، لحل أزمة تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة الممتدة منذ "انفجار مرفأ بيروت" وما تبعه من استقالة حكومة حسان دياب على وقع احتجاجات.
بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، فإن السفيرتين الفرنسية والأمريكية في لبنان اطلعتا عون على نتائج لقاءات عقدت بالرياض تلت اجتماع وزراء خارجية أمريكا وفرنسا، وقدمتا له رسالة من الدولتين تحث القادة اللبنانيين على التعجيل في تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن.
عون يدرس التشكيلة الجديدة
تزامناً مع ذلك، قالت الرئاسة اللبنانية إن عون يعتزم الاجتماع مع رئيس الوزراء المكلف بعد ظهر اليوم الخميس لاستكمال التشاور معه حول التشكيلة الوزارية الجديدة.
وقالت الرئاسة اللبنانية إن عون درس التشكيلة الحكومية الجديدة، ويعتزم الاجتماع مع الحريري، لاستكمال المشاورات معه، دون تفاصيل أكثر.
تشكيلة جديدة
وفي محاولة جديدة لتشكيل حكومةٍ وسط أسوأ أزمة مالية بتاريخ البلاد، قدَّم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، الأربعاء، مقترح تشكيل حكومة تضم 24 وزيراً، إلى الرئيس ميشال عون.
يأتي تقديم الحريري التشكيلة الجديدة في ظل ما يعيشه لبنان منذ تسعة أشهر، من آثار انسداد سياسي بعد انفجار مرفأ بيروت، الصيف الماضي، وفق تقرير "فرانس برس".
من جانبه، قال الحريري في تغريدة على تويتر بعد اجتماعه مع عون: "بالنسبة لي، فإن هذه الحكومة بإمكانها النهوض بالبلد والبدء بالعمل جدياً لوقف الانهيار".
يُذكر أن لبنان بلا حكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب في أعقاب انفجار الرابع من أغسطس/آب بمرفأ بيروت، والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وتسبب في إصابة الآلاف ودمر أحياء بأكملها في وسط العاصمة.
فيما يواجه لبنان انهياراً اقتصادياً وصفه البنك الدولي بأنه إحدى أسوأ حالات الركود في التاريخ المعاصر.
كما دفعت الأزمة المالية أكثر من نصف السكان إلى الفقر، وشهدت تراجع قيمة العملة بأكثر من 90% خلال نحو عامين، كما ساهمت الأزمة السياسية في تدهور الأوضاع.
خلافات حول الحكومة
في السياق ذاته، فإن البلاد وعلى مدار نحو 9 أشهر، تعيش في خلافات بين عون والحريري، وقد حالت تلك الخلافات دون تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
في حين تركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري -ينفيه عون- بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
في المقابل، ومنذ أواخر 2019، يرزح لبنان تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ بتاريخه الحديث، أدت إلى انهيار مالي وتدهور القدرة الشرائية لمعظم سكانه، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية وارتفاع أسعار السلع الغذائية.
كذلك وخلال زيارته لبيروت عقب انفجار المرفأ، طرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مبادرة لتشكيل حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تُجري إصلاحات مصرفية واقتصادية، بينما أطلق رئيس مجلس النواب، نبيه بري، مطلع يونيو/حزيران 2021، مبادرة لحل الأزمة تقوم على تشكيلة اختصاصيين من 24 وزيراً دون ثلث معطل لأيّ كان.