قال السياسي اللبناني سعد الحريري، الخميس 15 يوليو/تموز 2021، إنه لم يناقش مسألة الاعتذار عن تشكيل الحكومة خلال زيارته لمصر يوم الأربعاء.
كان تلفزيون الحدث، المملوك للسعودية، قد قال نقلاً عن مصادر، إنه طُلب من الحريري عدم الاعتذار عن تشكيل الحكومة، خلال زيارته للقاهرة والتي التقى خلالها الرئيسَ المصري عبدالفتاح السيسي.
مشاورات تشكيل الحكومة
الحريري قال رداً على ذلك، في مقابلة مع تلفزيون "الجديد" اللبناني، إنه لم يحدث "نقاش بهذا الموضوع"، مضيفاً أن ما أذاعته قناة الحدث "غير دقيق".
الحريري أشار أيضاً إلى أنه تخلى عن تشكيل الحكومة بعدما تأكَّد أن الرئيس ميشال عون لا يزال يريد الثلث المعطل وأن حزبه لن يمنح الحكومة الثقة. وأضاف الحريري في مقابلة مع قناة "الجديد" المحلية بعد ساعات من إعلانه تخليه عن مهمة تشكيل الحكومة، أنه لم يفرض شروطاً على الرئيس.
من جانب آخر قال الحريري إنه يؤمن بالحوار بين السُّنة والشيعة، "لأن المستفيد من هذا الصراع ليس أحداً داخلياً"، مضيفاً أنه دفع "أثماناً" من قبلُ للتواصل مع جماعة حزب الله، وأنه لا يزال مستعداً لدفع أثمان.
تابع أن تيار المستقبل لن يسمي أحداً في المشاورات المقبلة، مع النواب اللبنانيين لاختيار رئيس وزراء مكلف جديد.
الحديث عن محكمة دولية جديدة
في سياق متصل قال الحريري في مقابلته مع تلفزيون "الجديد"، الخميس 15 يوليو/تموز 2021، إنه ينبغي إنشاء محكمة دولية لمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت.
الحريري أضاف: "تحقيق دولي ومحكمة دولية بموضوع المرفأ وكفى تضييعاً للوقت… أنا أقول لكم في نهاية المطاف: إذا بدكم حقيقة بدكم نروح على تحقيق دولي".
رداً على تراجع الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، يوم الخميس، إن سعد الحريري غير مستعد لبحث أي تعديل على التشكيلة الحكومية المقترحة التي قدمها أمس.
حيث ذكر بيان للرئاسة أن الحريري اقترح على عون يوماً واحداً إضافياً لقبول التشكيلة المقترحة، لكن الرئيس قال: "ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلاً؟!".
أضاف البيان أن الرئيس سيحدد موعداً لجلسة بالبرلمان في أقرب وقت ممكن، بعدما اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة.
من ناحية أخرى تفجرت الأزمة السياسية في لبنان إثر إعلان رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، اعتذاره عن مهمته بعد نحو 9 أشهر من تكليفه، رافقتها خلافات بينه وبين رئيس البلاد ميشال عون حول التشكيلة الحكومية.
لبنان يواجه المجهول
اعتذار الحريري يضع البلاد أمام المجهول، وينذر بإطالة أمد الفراغ الحكومي، وبمزيد من الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وفق ما قاله محللون سياسيون لوكالة "الأناضول".
يُذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها الحريري تشكيلة وزارية، ويرفضها عون أو يطلب إدخال تعديلات عليها، إذ رفض قبل أشهر، التشكيلة الأولى وطلب حينذاك أيضاً إدخال تعديلات عليها.
حيث تتركز الخلافات بينهما حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون، بالإصرار على الحصول لفريقه السياسي على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
كان عون كلف الحريري في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بتشكيل حكومة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب؛ لتعثر مهمته أيضاً.
إذ استقالت حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار ضخم وقع بمرفأ بيروت أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل و6000 جريح وأضرار مادية هائلة بالعاصمة.