حذّرت وكالة الأدوية الأمريكية من "ازدياد خطر" الإصابة بمتلازمة "غيلان باريه"، الاضطراب العصبي النادر، لدى أشخاص تلقّوا لقاح جونسون آند جونسون المضاد لفيروس كورونا.
السلطات الصحّية الأمريكية أوضحت أنّ مئة شخص أصيبوا بمتلازمة "غيلان باريه"، من أصل حوالي 12.5 مليون شخص تلقّوا هذا اللّقاح الأحادي الجرعة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021.
أضافت السلطات الصحية أنّه من أصل هؤلاء المرضى المئة توفي واحد، وأُدخل 95 المستشفى لتلقّي العلاج بسبب خطورة حالتهم.
متلازمة "غيلان باريه" هي مرض يصيب الأعصاب الطرفية، ويتسبّب بضعفها أو حتى بشللها تدريجياً، وهو يبدأ غالباً في الساقين ويصعد أحياناً إلى عضلات التنفّس ثم أعصاب الرأس والرقبة.
يصيب هذا المرض سنوياً ما بين ثلاثة آلاف وستة آلاف شخص في الولايات المتحدة.
يُمثّل هذا التحذير نكسة للقاح جونسون آند جونسون الذي حصل على ترخيص للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة في فبراير/شباط 2021، قبل أن يعلّق هذا الترخيص لمدة عشرة أيام في أبريل/نيسان الماضي، إثر تقارير عن إصابة نساء تلقّين اللقاح بحالات شديدة من جلطات دم مرتبطة بانخفاض مستويات الصفائح الدموية.
خلصت السلطات الصحّية في نهاية المطاف إلى أنّ فوائد هذا اللّقاح تفوق مخاطره، لكن لقاح "جونسون آند جونسون" واجه مشكلة أخرى في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي، إثر حادثة تلوّث وقعت في أحد مصانع إنتاجه وأدّت إلى إتلاف 15 مليون جرعة منه.
كان يُتوقع استخدام لقاح جونسون آند جونسون على نطاق واسع في أنحاء العالم، نظراً لإمكانية شحنه وتخزينه في المبردات العادية، ما يُسهّل عملية توزيعه، مقارنة بلقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا، اللذين يتعين حفظهما في درجة التجمد.
يعمل لقاح جونسون آند جونسون بشكل مختلف عن لقاحَي موديرنا وفايزر، فلقاح جونسون يعمل بطريقة مشابهة لتلك التي أنتجتها شركة AstraZeneca من كامبريدج بالمملكة المتحدة وجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، حيث يستخدم فيروساً غير ضار لنقل الشفرة الجينية لبروتين فيروس كورونا إلى الخلايا البشرية.
في حين يحفز لقاحا فايزر وأسترازينيكا المناعة، ولكن بطرق مختلفة، فكلاهما يقدم تعليمات حول كيفية تعرف نظام المناعة لدينا على بروتين السنبلة الخاص بالفيروس.
يُشار إلى أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت أن اللقاح أحادي الطلقة (جرعة واحدة) هو الخيار الأفضل في ظروف الجائحة، ما يُعزز الوصول والتوزيع على البشر، كما أنه يوفر الأمل في المساعدة في تخفيف العبء الهائل الملقى على عاتق أنظمة الرعاية الصحية والمجتمعات.
