هاجم مجلس النواب المصري يوم الأحد 11 يوليو/تموز 2021 الحكومة الإثيوبية على إثر جلسة مجلس الأمن التي ناقشت الأيام الماضية مستقبل حصتي مياه مصر والسودان بسبب المل ء الثاني أحادي الجانب من جانب أديس أبابا.
إذ قال المستشار حنفي الجبالي، رئيس البرلمان، إن خطاب سامح شكري، وزير الخارجية المصري، في مجلس الأمن جاء معبراً عن الموقف المصري تجاه القضية المصيرية، مشيراً إلى أن القاهرة تتابع مع المجتمع الدولي الوصول لاتفاق ملزم لملء وتشغيل السد بالتنسيق مع البرلمان الإفريقي.
اتفاق عادل لسد النهضة
رئيس البرلمان كذلك قال إن التوصل لاتفاق عادل لقضية سد النهضة يمنع انزلاق المنطقة نحو صراع، مستطرداً: "نثق في تجاوز التحدي الذي نواجهه بقوة وتحقيق نصر جديد". وقال: "مصر لم تقف في وجه الأشقاء وترفض المساس بحقها المائي، والسلوك الإثيوبي يحمل تعنتاً غير مبرر وترفضه الدولة المصرية جملة وتفصيلاً".
من جانبه، قال النائب ضياء الدين داوود، عضو مجلس النواب، إنه بصفته نائباً في البرلمان المصرى يحذر من التلاعب بمصائر الشعوب، وأضاف في بيان صحفى: "إن استخدام إثيوبيا من قبل الكيان الصهيوني وقاعدة عملائه بالمنطقة للضغط على مصر للرضوخ أمام آمال صهيونية بتهديد مجرى النهر لتحقيق الهدف الأسمى للصهيانة منذ إعلان اغتصابهم للأرض العربية في فلسطين بتحقيق إسرائيل الكبرى من النيل للفرات لمحض وهم لن يتحقق".
تابع النائب: "جاءت رسالة رئيس وزراء إثيوبيا الأخيرة لتقطع الشك باليقين عندما تحدث بأنه (يمكن أن يكون السد مصدراً للتعاون بين دولنا الثلاث)، لذا فإن الشعب المصرى ينتظر من قيادته وجيشه حسم تلك الأطماع بما يحفظ لمصر هيبتها وكرامتها وكبرياءها وبقاءها".
رحلة شكري إلى بلجيكا
من جانبه، توجه وزير الخارجية سامح شكري، يوم الأحد إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لتسليم رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي، وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إنه من المقرر أن يعقد شكري لقاءً مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي واجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه الأوروبيين وكبار المسؤولين بالمفوضية الأوروبية لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
في المقابل وتزامناً مع التحركات المصرية، دعا السودان، السبت، إلى استئناف المحادثات بشأن سد "النهضة" الإثيوبي. جاء ذلك وفق تغريدة باللغة الإنجليزية، لوزير الري السوداني ياسر عباس، عبر حسابه على تويتر، اطلعت عليها الأناضول.
قال عباس: "يرحب السودان بمشاركة مجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة ويدعو إلى استئناف عملية المفاوضات المعززة". وحث عباس إثيوبيا على "الامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الأحادية الجانب المتعلقة بسد النهضة".
فشل مفاوضات السد
كان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أبلغ مجلس الأمن، في الجلسة الشهيرة يوم الخميس 9 يوليو/تموز 2021، بأن الجهود التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد "النهضة" الإثيوبي، "وصلت إلى طريق مسدود".
جاء ذلك في إفادة الوزير المصري خلال جلسة مجلس الأمن حول السد، هي الثانية من نوعها بعد أولى العام الماضي، لتحريك جمود المفاوضات بين الدول الثلاث. وقال شكري: "ما تريده مصر هو اتفاق ملزم قانوناً يحمي مصالحنا، ونحن جئنا إلى مجلس الأمن بحثاً عن حل سلمي ولكي نتجنب العواقب الوخيمة التي قد تنجم حال عدم التوصل لاتفاق".
كما طالب بأن "يضطلع المجلس بمسؤولياته ويتخذ الإجراءات اللازمة لضمان انخراط الأطراف في تفاوض فعال يفضي إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة".
كانت إثيوبيا قد أخطرت دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.