كشفت السلطات في هايتي الخميس 8 يوليو/تموز 2021، أن وحدة الكوماندوز المدججة بالسلاح التي اغتالت رئيس البلاد جوفينيل مويس تضم 26 من كولومبيا وأمريكيين اثنين من أصل هايتي، فيما أشار مسؤول سابق إلى أن الرئيس تلقى 16 رصاصة.
وقُتل مويس البالغ من العمر 53 عاماً رمياً بالرصاص في منزله في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء الماضي على يد من وصفهم المسؤولون بأنهم مجموعة من القتلة الأجانب المدربين، مما أدى إلى تعميق حالة الفوضى في الدولة الأشد فقراً بالأمريكتين والغارقة في الانقسامات السياسية والجوع وعنف العصابات.
وتعقَّبت السلطات القتلة المشتبه بهم الأربعاء إلى منزل قرب موقع الجريمة في ضاحية بشمال العاصمة بورت أو برنس. ودارت معركة بالأسلحة النارية واستمرت حتى الليل، واعتقلت السلطات عدداً من المشتبه بهم الخميس.
عمليات ملاحقة مستمرة
وعرض قائد الشرطة تشارلز ليون 17 رجلا في مؤتمر صحفي مساء الخميس، وعددا من جوازات السفر الكولومبية والبنادق والأسلحة البيضاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي.
وقال تشارلز "جاء أجانب إلى بلدنا لقتل الرئيس". وأضاف "كانوا … 26 كولومبيا، تم التعرف عليهم من خلال جوازات سفرهم… وأمريكيين اثنين من أصل هايتي".
وأضاف أنه تم القبض على 15 كولومبيا والأمريكيين، بينما قُتل ثلاثة مهاجمين ولا يزال ثمانية هاربين.
فيما أشار مسؤول سابق في حديث لشبكة cnn الأمريكية إلى أن الرئيس الهايتي تلقى 16 رصاصة أثناء عملية اغتياله.
من جانبه، قال وزير الدفاع الكولومبي دييجو مولانو، في بيان، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الكولومبيين المتورطين في الهجوم أفراد متقاعدون من الجيش. وأضاف أن بلاده ستتعاون في التحقيق.
هويات مزورة
كان سفير هايتي في الولايات المتحدة، بوكيت إدموند، قد كشف الأربعاء، تفاصيل جديدة عن قتَلة رئيس البلاد جوفينيل مويز، قائلاً إنهم "مرتزقة محترفون"، تم اعتقال اثنين منهم ومقتل اثنين بعد اشتباكات مع الشرطة.
وأضاف السفير أن القتلة انتحلوا صفة موظفين في إدارة محاربة المخدرات بالولايات المتحدة، حيث قاموا بهجوم "منظم بشكل جيد" بتزوير هوياتهم، وعرفوا أنفسهم بأنهم موظفون فيدراليون في الولايات المتحدة، ليتمكنوا من الدخول إلى منزله، مشيراً إلى أن السلطات تمتلك فيديوهات وثّقت ما حدث.
وقال إدموند إن الرئيس الهايتي تحدث في يناير/كانون الثاني الماضي عن تهديده بالقتل، بسبب الإصلاحات التي أراد تحقيقها في البلاد، فيما ترأس رئيس الوزراء المؤقت كلود جوزيف مجلساً وزارياً طارئاً، وأعلن حالة الطوارئ.
ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قالوا إنه للحظة اقتحام المسلحين لمنزل الرئيس الهايتي؛ إذ ظهر فيه عدد من السيارات قرب الإقامة الخاصة للرئيس ومجموعة من الأشخاص المسلحين بأسلحة ثقيلة، فيما لم يتمكن "عربي بوست" من التأكد من صحة الفيديو.
أزمات تواجه هايتي
حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد تولى مويز رئاسة هايتي، أفقر دول الأمريكتين، بموجب مرسوم بعد إرجاء الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 2018 بسبب خلافات، من بينها فترة انتهاء ولايته.
إضافة إلى الأزمة السياسية، تزايدت عمليات الخطف للحصول على فدية في الأشهر القليلة الماضية، في مؤشر جديد على النفوذ المتزايد للعصابات المسلحة في الدولة الكاريبية. وتغرق هايتي أيضاً في فقر مزمن وتواجه كوارث طبيعية متكررة.
كما واجه رئيس هايتي معارضة شديدة من شرائح واسعة من الناس اعتبرت ولايته غير قانونية. وخلال عهده توالى سبعة رؤساء وزراء على رئاسة الحكومة في أربع سنوات، آخرهم كان جوزيف الذي كان من المفترض تغييره هذا الأسبوع بعد ثلاثة أشهر في المنصب.
إضافة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، كان من المفترض أن تنظم هايتي استفتاء دستورياً في أيلول/سبتمبر بعد إرجائه مرتين بسبب جائحة كوفيد.
نص التعديل الدستوري، المدعوم من رئيس هايتي مويز والهادف إلى تقوية السلطة التنفيذية، رفضته المعارضة بشكل ساحق والعديد من منظمات المجتمع المدني.
وُضع الدستور الحالي في 1987 بعد سقوط الديكتاتور دوفالييه، وينص على أن "أي مشاورات شعبية بهدف تعديل الدستور في استفتاء ممنوعة رسمياً". وقال المنتقدون أيضاً إنه لم يكن من الممكن تنظيم استفتاء؛ نظراً لانعدام الأمن عموماً في البلاد.