قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 8 يوليو/تموز 2021، خلال كلمة ألقاها على الشعب الأمريكي للإعلان عن انتهاء عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في أغسطس/آب المقبل، إن حركة طالبان "في أقوى وضع عسكري لها" منذ عام 2001.
بايدن قال أيضاً في كلمته: "نعلن إنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، نجحنا في مهمتنا بأفغانستان بالقضاء على القاعدة وقتل زعيمها (أسامة) بن لادن". غير أنه في المقابل لفت إلى أن حركة طالبان أصبحت بالمقابل "في أقوى وضع لها منذ عام 2001".
عدم الثقة بـ"طالبان"
أضاف: "لا أثق بـ(طالبان) مطلقاً، ووسائل محاربة الإرهاب في الوقت الحالي لم تعد كما كانت في السابق". وفي السياق، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة لن تبقى متمسكة بسياسة كانت معتمدة قبل 20 عاماً في أفغانستان.
بايدن تابع: "الولايات المتحدة لن تتخلى عن كل من دعم مهمتها في أفغانستان، وعليه درَّبنا 300 ألف جندي أفغاني؛ ليكونوا مجهزين عسكرياً بشكل جيد، ليدافعوا عن استقرار بلادهم".
إضافة إلى ذلك وفي إطار عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، دعا الرئيس الأمريكي الدول المجاورة لأفغانستان إلى القيام بدور إيجابي لتأمين الاستقرار هناك. وأردف بالقول: "ننسق من كثب مع شركائنا لتأمين المطار الدولي في كابل".
كذلك حث بايدن على التوصل إلى اتفاق مع طالبان للوصول إلى تشكيل حكومة واحدة في أفغانستان.
السيطرة على السلطة
من جانبها وفي توازٍ مع تصريحات بايدن، أعلنت حركة طالبان، الخميس، أنها لا تسعى للسيطرة على السلطة في أفغانستان عبر الأساليب العسكرية.
إذ قالت الحركة في بيان: "لن نسيطر على السلطة في أفغانستان من خلال الأعمال العسكرية، وجميع المناطق التي تخضع الآن لسيطرتنا تمت وفق مفاوضات مع القبائل"، حسبما نقلت وكالة "آريانا نيوز" المحلية.
جاء ذلك بينما أفاد مسؤولون محليون بتصاعد المواجهات بين مقاتلي طالبان والقوات الحكومية، كان آخرها في ولاية غزني شمالي أفغانستان، مساء الأربعاء.
يُذكر أنه خلال الأيام الماضية، تمكنت طالبان من السيطرة على عشرات القرى في أنحاء متفرقة من أفغانستان، بينها 70 قرية من أصل 130 تشكل منطقة ساروبي التي تبعد 50 كم شرقي العاصمة كابل، حسبما نقلت قناة "طلوع" المحلية.
كما نقلت "طلوع" عن مسؤولين في الأمن الأفغاني- لم تسمهم- قولهم إنّ "5 مناطق في ولاية كابل تحت تهديد طالبان، من أصل 14 منطقة".
السيطرة على البلاد!
من جانبه طالب القائم بالأعمال الأمريكي لدى أفغانستان، روس ويلسون، حركة طالبان بوقف تقدمها الذي بدأته من أجل السيطرة على جزء كبير من البلاد.
جاء ذلك في تغريدة نشرها ويلسون، مساء الأربعاء، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
إذ قال الدبلوماسي الأمريكي في تغريدته، إن "هجمات طالبان تجلب معاناة كبيرة لشعب أفغانستان، الذي يعاني بالفعل الجفاف والفقر وفيروس كورونا، وينتهك حقوق الإنسان للأفغان وينشر المخاوف من تنفيذ نظام لا يدعمه مواطنوه".
كما دعا ويلسون إلى وقف فوري لإطلاق النار، مضيفاً: "نحث طالبان على التفاوض بحسن نية، مع إرادة حقيقية للتوصل إلى حل سياسي وإنهاء الصراع بشكل دائم".
في المقابل تتصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية و"طالبان" منذ عدة أيام، في وقت تنسحب فيه القوات الأمريكية من البلاد، حيث من المقرر أن يكتمل الانسحاب بحلول 11 سبتمبر/أيلول 2021، وفق الرئيس جو بايدن.