قال رئيس حكومة تصريف الأعمال بلبنان حسان دياب، الثلاثاء 6 يوليو/تموز 2021، إن بلاده وشعبه "على شفير الكارثة"، ودعا المجتمع الدولي للتحرك للإنقاذ، وقال: "إن أياماً قليلة تفصل بين البلاد وحدوث انفجار مجتمعي".
في كلمة بعد اجتماع مع مجموعة من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت، قال حسان دياب: "لا يحق لهذه الحكومة استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتطبيق خطة التعافي التي وضعتها الحكومة، لأن ذلك يرتّب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها".
أضاف حسان دياب أن ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة أصبح يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، "لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله، كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم". وقال "لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة".
أزمة اقتصادية حادة
منذ عام ونصف العام يشهد لبنان أزمةً اقتصاديةً حادة أدت إلى تدهور مالي، وفقدان القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق.
إذ ظهر أب لبناني في مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأحد، وهو يُطلق صرخات وصفها نشطاء بأنها "تُبكي الحجر"، بعدما عجز عن تأمين الدواء لابنته الصغيرة، في بلد يئِنّ من أزمة اقتصادية خانقة، طالت قطاعات عدة، ومنها قطاع الدواء.
قال الأب بعدما أوقف سيارته وسط أحد شوارع مدينة طرابلس، شمالي لبنان، إن ابنته تعاني منذ 6 أيام من حرارة مرتفعة بلغت الأربعين، فيما يحاول عبثاً العثور على دواء لها، رغم امتلاكه المال اللازم.
مطلع يونيو/حزيران الماضي، أعلن مسؤولون بقطاع الصحة أن 70% من الأدوية والمستلزمات الطبية مفقودة في البلاد، جراء أزمة شح النقد الأجنبي التي تعاني منها.
كشف الأب في مقطع الفيديو، الذي لم يتسن للأناضول تحديد موعد تصويره، أن الوضع الصحي لابنته تدهور بشكل كبير جراء عدم العثور على دواء، كما أنها فقدت 3 كيلوغرامات من وزنها.
أكد أنه يملك ثمن الدواء الذي يبلغ 10 آلاف ليرة (6.5 دولار)، لكنه لا يستطيع العثور على علبة الدواء. وصرخ بقلب موجوع، بين حشود من الناس تنظر إليه، قائلاً: "ما ذنب هؤلاء الناس الذين يبحثون عن الدواء فلا يجدونه".
الدولة عاجزة عن توفير الدواء
أعلنت الرئاسة اللبنانية، إثر اجتماع حكومي في القصر الرئاسي، الخميس الماضي، أنه "تم التوافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات الطبية".
فيما اعتبر حسان دياب، خلال الاجتماع ذاته، أن "أخطر قضية أمامنا اليوم هي تأمين الدواء للناس"، محذراً من أن "المطلوب هو التعامل مع هذا الملف بأعلى درجة من المسؤولية لأن النتائج ستكون كارثية".
يشار إلى أن أزمة الدواء تفاقمت بسبب عدم فتح المصرف المركزي الاعتمادات اللازمة لها، إضافة إلى تفاقم عمليات التهريب والاحتكار عن طريق تخزين الأدوية، وفق مسؤولين لبنانيين.
وفي وقت سابق الأحد، حذّرت نقابة مستوردي الأدوية اللبنانية من نفاد مخزون مئات الأدوية؛ لتوقف استيرادها منذ أكثر من شهر، جراء عدم توفر النقد الأجنبي.
عادة يؤمن مصرف لبنان الأموال اللازمة لدعم استيراد الأدوية من الخارج، إلا أن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لديه تسبب في نقص النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.
يدعم مصرف لبنان استيراد الأدوية تجنباً لعدم ارتفاع أسعارها، من خلال تغطية الفارق بين سعر الصرف الرسمي للدولار البالغ 1515 ليرة، وسعره في السوق الموازية، الذي يبلغ نحو 17 ألفاً و500 ليرة.