انعكست أجواء الخلاف الحادثة حالياً بين الإمارات والسعودية بشأن إنتاج النفط، على منشورات وتغريدات سعوديين وإماراتيين على شبكات التواصل الاجتماعي، برزت فيها أسماء مشهورة مثل القائد السابق لشرطة دبي، ضاحي خلفان، الذي ألمح بالعديد من التغريدات إلى السعودية.
يأتي ذلك وسط خلاف علني نادر بين الحليفتين الرياض وأبوظبي، بعدما اختلفت مصالحهما الوطنية بشكل متزايد، بحسب وكالة رويترز، لتمتد إلى سياسة مجموعة "أوبك+"، النفطية، حيث يختلف البلدان على قضية تخفيض إنتاج النفط، الذي تؤيده السعودية، بينما ترفضه الإمارات.
إلى جانب تصريحات مسؤولي الإمارات والسعودية التي تعكس الخلاف، دافع إماراتيون وسعوديون على شبكات التواصل عن مصالح بلديهما، وأصر كل طرف منهم على ضرورة تغليب مصلحة بلده بالدرجة الأولى.
ضاحي خلفان، الذي يتابع حسابه على تويتر 2.9 مليون متابع على تويتر، كتب العديد من التغريدات التي تأتي بالتزامن مع ظهور الخلاف العلني بين الإمارات والسعودية، وأشار في العديد من هذه التغريدات، إلى أنه في النهاية ينبغي تغليب المصالح، قائلاً في إحدى تغريداته التي نشرها الإثنين 5 يوليو/تموز 2021: "هذا زمن لا يعرف الصداقة أو الأخوة.. إنه زمن المصالح المادية."
أضاف خلفان في تغريدات أخرى: "المصلحة تسبق العلاقة، (…) يمكن أن تفضل مصلحتك الشخصية على آخر منافس لك في البحث عن مصلحة"، وأضاف في تغريدة أخرى: "إذا أثرت العلاقة على المصلحة فسدت المصلحة".
وأيدت حسابات إماراتية ما كتبه ضاحي خلفان خلال ردودها على تغريداته، ودعت أيضاً إلى أن تكون مصلحة الإمارات هي الأولى.
كذلك كان قرار السعودية منع الرحلات من الإمارات بسبب أزمة كورونا، سبباً في انتقاد شخصيات إماراتية، فالكاتب الإماراتي عبدالخالق عبدالله أثار سخط سعوديين بتغريدة كتبها للتعليق على قرار أبوظبي قبل أن يضطر لحذفها.
كتب عبدالخالق: "الإمارات الأولى في التطعيم ضد كورونا، وإجراءاتها الاحترازية أكثر دقة، والإصابات من بين الأدنى عالمياً واقتصادها الأسرع تعافياً خليجياً وعربياً".
تساءل أيضاً: "لماذا إذاً تضعها بعض الدول على قائمتها الحمراء للمنع من السفر؟ هل المشكلة عندنا أم عندهم؟ وهل الاعتبارات صحية بحتة أم أن في الأمر إن؟".
ردود سعودية
في المقابل، ردت حسابات سعودية علّقت على الخلاف الحاصل بين أبوظبي والرياض، من أبرزها حساب العضو السابق في مجلس الشورى السعودي، والكاتب الاقتصادي في صحيفة الرياض، فهد بن جمعة.
كتب المسؤول السعودي السابق على حسابه في تويتر: "على الإمارات أن تعرف جيداً أن السعودية هي قائدة النفط العالمي وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وعليها التعاون مع أوبك+ لصالح المجموعة ككل وليس لمصلحتها فقط؛ حتى لا تكون أكبر خاسرة في أسواق النفط.. حديث صاحب السمو الأمير عبدالعزيز واضح".
أضاف في تغريدة أخرى معلقاً فيها على طلب الإمارات بخصوص الإنتاج النفطي: "الغريب في الأمر كيف تطالب برفع إنتاجها فجأة وبدون سابق تنبيه.. اتفاق أوبك+ مرتبط بمصالح واقتصادات ٢٣ دولة.. ودول أكبر من إنتاج الإمارات أضعاف المرات".
من جانبه، علقّ الكاتب السعودي سلطان الطيار على تغريدة باسم مروان البلوشي، وهو مستشار سابق في مكتب رئيس وزراء الإمارات، تحدث فيها عن استمرار حاجة السعودية لأبوظبي، ويبدو أنه حذفها في وقت لاحق.
الطيار كتب في حسابه على تويتر: "مروان البلوشي مستشار حكومي إماراتي يقولها بصريح العبارة السعودية لا تزال تحتاج الإمارات وهي كبيرة ولكنها أضعف من أن تهدد، هذا التصريح لم تقله حتى إيران وقالته (الحليفة) في استهانة واضحة، كم الوقت المطلوب للاستيعاب ؟؟؟؟".
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد ردّ الأحد 4 يوليو/تموز 2021، على معارضة الإمارات لاتفاق "أوبك+" المقترح، ودعا إلى "شيء من التنازل وشيء من العقلانية" للتوصل لاتفاق خلال الاجتماع الذي ستعقده المجموعة اليوم الإثنين.
لمح الأمير عبدالعزيز في تصريح لقناة "العربية" السعودية إلى الإمارات، وقال إن "التوافق موجود بين دول أوبك+ ما عدا دولة واحدة (لم يسمها)، وإن القليل من التنازل والعقلانية يمكن أن يجعل اجتماع الغد (الإثنين) ناجحاً"، مضيفاً: "لست متفائلاً ولا متشائماً باجتماع أوبك+ المرتقب، أحضر اجتماعاتها منذ 34 عاماً ولم أشهد طلباً (لم يذكره) مماثلاً".
كانت الإمارات قد قالت، أمس الأحد، إنها تدعم زيادة الإنتاج اعتباراً من أغسطس/آب، لكنها اقترحت تأجيل قرار تمديد التخفيضات إلى اجتماع آخر. وذكرت أنه يجب مراجعة النقاط المرجعية في الإنتاج الأساسي قبل أي تمديد.
قد يؤخر الخلاف خططاً لضخ المزيد من النفط حتى نهاية العام، لخفض الأسعار التي ارتفعت إلى أعلى مستويات في عامين ونصف العام.
يُشار إلى أنه مع بروز المصالح الوطنية، تراخى التحالف الإقليمي الذي شهد تعاون السعودية والإمارات لاستعراض النفوذ في الشرق الأوسط وما وراءه، والتنسيق في استخدام النفوذ المالي والقوة العسكرية في اليمن.
خرجت الإمارات من حرب اليمن في عام 2019، وهو ما أثار انزعاج السعودية. وتقدمت المملكة هذا العام لإنهاء الخلاف مع قطر رغم ممانعة حلفائها.
كذلك تحركت السعودية أيضاً لتحدي هيمنة الإمارات كمركز استثماري وسياحي إقليمي، في ظل التنافس على جذب رؤوس أموال أجنبية لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط.