طالب رئيس حركة "حماس" في خارج فلسطين، خالد مشعل، الأحد 4 يوليو/تموز 2021، المملكة العربية السعودية بفتح أبواب العلاقة مع حركته، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، مشيراً إلى أنهم كانوا على علاقة وثيقة مع قيادة المملكة، وتلقوا سابقاً دعماً شعبياً ورسمياً منها.
يشار إلى أن العلاقات بين السعودية و"حماس" وصلت لأسوأ مراحلها، بعد إعلان الأخيرة أن الرياض تعتقل أحد قادتها، إلى جانب العديد من الفلسطينيين، وفق تقارير فلسطينية.
كانت حركة حماس قد أعلنت، في سبتمبر/أيلول 2019، أن السلطات السعودية أوقفت القيادي فيها محمد الخضري ونجله "هاني"، ضمن حملة طالت العشرات من الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية، دون مزيد من الإيضاحات.
بينما لم تصدر الرياض أي تعليق منذ بدء الحديث عن القضية قبل أكثر من عامين، وحتى اليوم، لكنها عادة ما تقول إن الموقوفين لديها تتعامل معهم المحاكم المختصة، وإنهم "يتمتعون بكل حقوقهم التي كفلها لهم النظام".
كما دعا مشعل في مقابلة له مع قناة "العربية" السعودية، الدول العربية وزعماءها إلى "النظر بعين الافتخار إلى ما حققته المقاومة من انتصار على الاحتلال الإسرائيلي، وكيف نجحت في إجباره على التراجع الاستراتيجي في مشروعه التوسعي". وأضاف: "انظروا إلى حال إسرائيل اليوم، إنها تتلقى الضربات في تل أبيب بعد أن كانت تحتل دولاً عربية".
فيما لفت إلى أن الشارع العربي الإسلامي والإنساني انخرط كله في الميدان؛ دفاعاً عن القدس وغزة، معتبراً أن ذلك "مؤشر على التفاف أحرار العالم خلف شعبنا في الدفاع عن حقه".
"رهان خاسر"
في حين حذر مشعل من خطر موجة التطبيع مع إسرائيل، منوهاً إلى أن "كل الدول التي راهنت على مشروع (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب خسرت الرهان، نتيجة عدم تقديرها الصحيح لصلابة الموقف الفلسطيني"، متابعاً: "الكيان الصهيوني دولة مارقة لن تعطي الدول العربية شيئاً، ولن تجد منها سوى العدوان والإضرار بمصالح أمتنا الحيوية".
مشعل شدّد على أن "إسرائيل خطر على الأمة، ومن يعتقد أنها جزء من الحل وحليف لنا كأمة في أزماتنا الإقليمية فهو مخطئ، والحرب الأخيرة على غزة أثبتت أن إسرائيل هي العدو الحقيقي لأمتنا"، واصفاً محاولات البعض تكوين ثقافة عند الشعوب العربية بأنه يمكن التعايش مع إسرائيل بأنها "محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، لأننا نراهن على وعي شعوبنا".
المتحدث ذاته نوّه إلى أن "حل مشاكل بعض الدول العربية مع إيران وتركيا ليس بالذهاب إلى الحضن الإسرائيلي، وإنما بتقوية وحدة أمتنا"، موضحاً أن "الاحتلال الإسرائيلي يشكل خطراً على مصالح الأمة العربية والإسلامية، وعلى الأمة أن تعي أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي عليها، بينما المقاومة ستبقى في قلب الأمة وحافظة لها".
تبادل الأسرى
أما عن قضية تبادل الأسرى مع إسرائيل، أوضح رئيس حركة "حماس" في خارج فلسطين أن "الاحتلال (الإسرائيلي) يتهرب من دفع استحقاق صفقة التبادل".
لكنه أكد أن "المقاومة (الفلسطينية) مصرة على الإفراج عن الأسرى، وهي تعرف طريقها لتحقيق ذلك".
في هذا الإطار، تحتفظ "حماس" بأربعة إسرائيليين، هم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، وآخران دخلا غزة في ظروف غامضة خلال السنوات الماضية.
كما تطرق إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قائلاً إن "حماس لا تهوى الحروب والدمار، وإنما تقوم بواجبها بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته"، موضحاً أن "الاحتلال الإسرائيلي هو من بدأ العدوان على شعبنا في الحرب الأخيرة على غزة، عندما اعتدى على أهلنا في القدس، وتجاهل تحذيرات المقاومة".
في حين شدّد على أن "غزة أكدت في معركتها الأخيرة أن بوصلتها القدس، وأثبتت كذب مزاعم البعض في نية حماس إقامة دويلة تنفصل فيها عن فلسطين وقضيتها".
جدير بالذكر أن إسرائيل شنّت عدواناً على قطاع غزة، استمر 11 يوماً، في الفترة ما بين 10 و21 مايو/أيار الماضي، ما أسفر عن استشهاد وجرح الآلاف من الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل الفلسطينية على العدوان بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.