تسببت إحدى أكبر الهجمات الإلكترونية باستخدام برمجية "الفدية الخبيثة" في أنحاء متفرقة من العالم في إغلاق جميع متاجر السوبر ماركت السويدية "كووب"، والبالغ عددها 800، لعجزها عن تشغيل ماكينات تسجيل المدفوعات النقدية، فيما تضررت شركات أخرى بالعالم بسبب هذا الهجوم.
جاء ذلك بعدما تعرضت شركة "كاسيا" الأمريكية، التي تزوّد العديد من الشركات بخدمة إدارة تكنولوجيا المعلومات، إلى هجوم إلكتروني يوم الجمعة الفائت، تضمّن مطالبة أكثر من ألف شركة تستخدم نظام الشركة بدفع فدية.
شركة "كوب سويدن" أشارت إلى أن الهجوم الإلكتروني شلّ أنشطتها التي تمثل نحو 20% من القطاع في البلاد، ويناهز حجم مبيعاتها 1,5 مليار يورو، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يصعب حالياً تقدير الحجم الفعلي لهذا الهجوم الإلكتروني بواسطة "برنامج فدية"، ويستغل هذا النوع من البرامج الثغرات الأمنية الموجودة لدى الشركات أو الأفراد، ويقوم بتشفير أنظمة الكمبيوتر ويطلب فدية لإعادة تشغيلها.
كانت شركة "كاسيا" قد تنبهت لحدوث هجوم عبر برنامجها "في إس أيه" عند الظهيرة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة، لأن الإثنين يوم عطلة رسمية.
وأعلنت الشركة مساء الجمعة أن الهجوم اقتصر على "أقل من 40 من عملائها" في العالم، إلا أن هؤلاء العملاء يوفرون بدورهم خدمات لشركات أخرى، وطال الهجوم "أكثر من ألف شركة"، بحسب شركة "هانتريس لابز" المتخصصة بالأمن السيبراني.
توفر شركة "كاسيا" ومقرها في ميامي (فلوريدا)، أدوات تكنولوجيا المعلومات للشركات الصغيرة والمتوسطة، بينها أداة "في إس أيه" المخصصة لإدارة شبكة الخوادم وأجهزة الكمبيوتر والطابعات الخاصة من مصدر واحد، ولدى الشركة أكثر من 40 ألف عميل.
اتهامات لروسيا
واستُهدفت الكثير من الشركات الأمريكية، ومجموعة المعلوماتية "سولارويندز"، وشبكة أنابيب النفط "كولونيال بايبلاين"، وحتى عملاق اللحوم العالمي "جي بي إس" في الآونة الأخيرة بهجمات فيروس الفدية، التي أدت إلى إبطاء إنتاجها أو حتى وقفه.
نسبت الشرطة الفيدرالية الأمريكية هذه الهجمات إلى قراصنة على الأراضي الروسية، يعملون بموافقة ضمنية من الكرملين.
بدوره، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أمر بإجراء تحقيق أمس السبت، إن "التفكير الأوّلي كان أن الأمر لا يتعلق بالحكومة الروسية، لكننا لسنا متأكدين بعد"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
أضاف بايدن "سأعرف بشكل أفضل غداً، وإذا كان ذلك إما بعلم و/أو نتيجة لـ(عمل من جانب) روسيا، فقد أخبرتُ بوتين بأننا سنردّ".
من جانبه، قال كريستوفر روبرتي، المسؤول عن الأمن السيبراني في غرفة التجارة الأمريكية: "هذا الهجوم الأخير من برمجيات الفدية، الذي يؤثر على مئات الشركات، هو تذكير للحكومة الأمريكية، التي يجب أن تكافح ضد هذه الجماعات السيبرانية الأجنبية المجرمة".
أما مسؤول الأمن السيبراني إريك غولدستين فأشار إلى أن القراصنة الإلكترونيين يستهدفون عادة الشركات على حدة، مضيفاً: "في هذه العملية هاجموا شركة توفر برنامجاً لإدارة أنظمة معلوماتية، وهو ما مكّنهم من الوصول إلى عشرات الشركات، بل مئات منها في الوقت نفسه".
شدّد غولدستين على أن معرفة العدد الحقيقي للشركات التي طالها الهجوم في غاية التعقيد؛ لأن الشركات المستهدفة تفقد وسائل التواصل.