قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، إن دولتي الصين والهند تحشدان أكبر قوة عسكرية لهما منذ عقود إلى حدودهما المتنازع عليها، وذلك في أعقاب المواجهات العنيفة التي اندلعت بين الجانبين في يونيو/حزيران 2020.
حيث زاد الجيش الصيني تدريجياً، من وجود وتجهيزات قواته، خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى ما لا يقل عن 50 ألف جندي، بعد أن وصل إلى نحو 15 ألف جندي في هذا الوقت من العام الماضي، وفقاً للمخابرات الهندية ومسؤولي الجيش.
كما نقلت الصين صواريخ أرض-جو متطورة إلى المنطقة الحدودية، وضمن ذلك نظام "HQ-9" الذي يشبه نظام "S-300" الروسي، وبطاريات باتريوت الأمريكية المضادة للصواريخ، وقامت ببناء مئات الهياكل الجديدة لدعم القوات بالمعسكرات في بعض المناطق.
هذه التحركات الصينية قوبلت بتحركات مماثلة من الهند، التي أرسلت عشرات الآلاف من جنودها ومدفعيتها المتقدمة إلى المنطقة، طبقاً لما أورده المسؤولون.
منطقة ملتهبة
فيما تركَّز الجزء الأكبر من هذه التعزيزات العسكرية في شرق لداخ، وهي منطقة تتداخل مع كشمير والتبت، التي شهدت مقتل 20 جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين خلال المواجهات التي حدثت منتصف العام الماضي.
وفق الصحيفة الأمريكية، تُظهر هذه التعزيزات العسكرية الأخيرة أن المحادثات الصينية الهندية لم تحقق نتائجها المأمولة التي كانت ترمي إلى تخفيف التوترات الكبيرة بين الدولتين المسلحتين نووياً، أو الحد من مخاطر اندلاع مزيد من الاشتباكات.
جولة جديدة من المحادثات العسكرية
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الوضع على الحدود مستقر وتحت السيطرة، وإن البلدين يستعدان لجولة أخرى من المحادثات العسكرية لتخفيف هذه التوترات، مضيفاً: "الصين ترى أن أي سباق تسلُّح وتشييد بنية تحتية بهدف السيطرة العسكرية، لا يفضي إلى الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية".
في حين لم يردَّ متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية على طلب للتعليق، على الفور.
إلا أن دي إس هودا، الملازم الأول السابق في الجيش الهندي، أشار إلى أن تطوير البنية التحتية العسكرية الصينية بمنطقة التبت يركز بشكل كبير على إسكان قوات إضافية، وتحسين البنية التحتية في المطارات لدعم العمليات الجوية القتالية، موضحاً أن هذا الأمر كان يمثل إحدى نقاط الضعف بالنسبة للصينيين، وبالتالي هم يعملون الآن على تقويتها.
خلاف حدودي
يُشار إلى أنه لم يسبق أن اتفقت الصين والهند على حدود فعلية. إذ يفصل بين حدود البلدين التي يبلغ طولها 3218.68 كم خطٌّ حدودي مبهم يُعرف باسم خط السيطرة الفعلية، خاصةً أن الهند ترى أن سيطرتها تمتد إلى حيث انسحب الصينيون في نهاية حرب عام 1962 بين البلدين.
في المقابل تؤكد الصين أن سيطرتها تمتد إلى ما احتفظت به القوات الصينية عام 1959 قبل الحرب. وفي الشرق، تواصل الصين المطالبة بما تعتبره الهند ولاية كاملة، أروناتشال براديش، وفي الغرب، هضبة أكساي تشين.
إلا أنه في بعض الأحيان يلتزم البلدان بالقواعد المعمول بها؛ في محاولة لمنع تصعيد المناوشات الحدودية بين قوات البلدين. فعلى سبيل المثال، مُنع الجنود المتمركزون على الحدود من حمل السلاح. لكن هذه القاعدة تغيرت العام الماضي؛ لمنح القادة العسكريين على الأرض مزيداً من المرونة لاتخاذ القرارات، بعد الاشتباكات الأعنف التي حدثت في يونيو/حزيران من العام الماضي.
في حين لم تنجح 12 جولة من المحادثات العسكرية والدبلوماسية في إنهاء الأزمة الحالية بالمنطقة الحدودية المتوترة.