تتواصل ردود الأفعال المنتقدة لفشل التوصل لاتفاق بشأن القاعدة الدستورية للانتخابات الليبية، إذ حث رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، السبت 3 يوليو/تموز 2021، على إجراء الانتخابات الليبية بموعدها، ودعا لتغليب المصلحة العامة لليبيين.
فيما اتهم المبعوث الأمريكي للبلاد ريتشارد نورلاند، أعضاء في ملتقى حوار جنيف، بمحاولة ضمان عدم إجراء الاستحقاق الانتخابي في وقته المحدد، بعد أن أعلنت الأمم المتحدة فشل مباحثات جنيف الجمعة 2 يوليو/تموز.
دعوات لإجراء الانتخابات الليبية بموعدها
قال الدبيبة، عبر تويتر: "نحث كافة الأطراف الوطنية والبعثة الأممية على الاضطلاع بمسؤولياتهم وتغليب المصلحة العامة والتوافق حول صيغة كفيلة بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها، وتمكين الشعب الليبي من ممارسة حقه في الانتخاب".
بدوره، أعرب مبعوث الولايات المتحدة لدى ليبيا، عن استعداد بلاده لمساعدة الحكومة الليبية على التحضير للانتخابات حتى انتهاء ولايتها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
قال نورلاند، في بيان عبر فيسبوك: "تابعنا عن كثب اجتماعات الملتقى في جنيف، بما في ذلك الأعضاء الذين يحاولون إدخال حبوب سامة تضمن عدم إجراء الانتخابات الليبية إما عن طريق إطالة العملية الدستورية أو خلق شروط جديدة لإجراء الانتخابات".
أضاف: "في نهاية المطاف لا يمكن تحديد مستقبل ليبيا إلا من قبل الليبيين. فلقد عملت البعثة الأممية بجهد من أجل تسهيل المناقشات رغم تحديات جائحة كورونا، لكنها لا تستطيع اتخاذ قرارات نيابة عن الليبيين".
محاولة "فرض" انتخابات دون شروط
من جانبه، أقر خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى الليبي (نيابي استشاري)، بـ"تعثر ملتقى الحوار في الوصول إلى أرضية مشتركة، وعرقلة آمال الليبيين في اختيار ممثليهم".
أرجع المشري، في حسابه على تويتر، أسباب ذلك إلى "تعنت بعض الأطراف ومحاولة فرض انتخابات دون شروط محددة للترشح. تلك الشروط التي نجدها في أغلب الدساتير؛ كمنع ترشح العسكريين ومن يحملون جنسيات دول أجنبية".
كما ألمح المشري، إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر (دون تسميته) قائلاً: "انزع البذلة العسكرية وتخلَّ عن الجنسية الأجنبية وسوّ وضعك القانوني مع جرائم الحرب".
مضى موجهاً حديثه لحفتر: "لكنك ستُهزم بصناديق الاقتراع كما هُزمت بصناديق الذخيرة".
فشل مفاوضات جنيف
مساء الجمعة أعلن منسق بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ريسدون زينينغا، في ختام جلسات ملتقى الحوار السياسي بجنيف، فشل التوصل إلى اتفاق بشأن القاعدة الدستورية التي تمهد لاتفاق يسمح بإجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
جاءت تصريحات زينينغا بعد المحادثات التي أجريت على مدى عدة أيامٍ قرب جنيف، وأشار المسؤول الأممي إلى أن المحادثات انتهت دون تحديد موعد جديد لاستئنافها، وقالت مصادر ليبية إن الوفود المشاركة ستغادر خلال يومين، على متن طائرة خاصة، بتنظيم من بعثة ليبيا.
زينينغا قال أيضاً في الجلسة الختامية: "سيشعر الشعب الليبي بالخذلان بالتأكيد، إذ إنه لا يزال يتوق إلى الفرصة المواتية لممارسة حقه الديمقراطي في الانتخابات الليبية الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021. هذا لا يبشر بخير لمصداقية وأهمية منتدى الحوار السياسي الليبي في المستقبل".
أضاف: "أدعوكم إلى مواصلة التشاور فيما بينكم، سعياً للتوصل إلى تسوية قابلة للتطبيق وتعزيز ما يوحدكم".
خلافات "الملتقى الليبي"
ملتقى الحوار الليبي شهد خلافاً كبيراً، بسبب القاعدة الدستورية التي ستجري على أساسها الانتخابات الليبية المقررة نهاية 2021، لاسيما مسألة انتخاب الرئيس وشكل الهيئة التشريعية.
صحيفة "الوسط" الليبية قالت إن الخلاف بين الليبيين انحصر في اجتماع جنيف، على مسائل انتخاب الرئيس من قِبل البرلمان أو بالاقتراع السري من خلال الشعب، في وقت انتقل الجدل إلى الهيئة التشريعية، وهل ستشكَّل من غرفة واحدة أم من غرفتين، أي مجلس نواب يتشكل من 200 عضو، ومجلس شيوخ من 120 عضواً، والتي تفرع منها جدل حول مكان مقراتها الرئيسية بين بنغازي وسبها والعاصمة طرابلس.
كذلك قالت الصحيفة: "المسائل الخلافية الأخرى بشأن شروط انتخاب الرئيس تجددت عقب طرح آلية القوائم بانتخاب رئيس ونائبه ورئيس للحكومة موزعين على المناطق الثلاث، أو عن طريق الترشح الفردي".