قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، إن بلاده موجودة في ليبيا وأذربيجان وسوريا وشرق البحر المتوسط، وسوف تُواصل وجودها، في ردٍّ على مطالب من قوى دولية لأنقرة بسحب قواتها من هذه المناطق، خصوصاً ليبيا.
جاء ذلك في كلمة لأردوغان، الجمعة، خلال تفقده مصنع جنازير الدبابات بولاية صقاريا شمال غربي تركيا، بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء، إذ صرح أن تركيا ستنتزع حقوقها المشروعة، وستقوم بأعمال التنقيب في كافة بحارها، لا سيما شرقي المتوسط ومحيط قبرص.
بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع القوات الأجنبية المتواجدة في ليبيا بمغادرتها، إذ أعلنت في وقت سابق أنها تجري محادثات مع بعض الأطراف المهمة في البلاد، بشأن انسحاب قوات أجنبية قبل الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول.
أردوغان يرفض إملاءات الآخرين
تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، ومن ثم مع أوروبا، في الصيف الماضي، عندما أرسلت تركيا سفينة تنقيب إلى مياه متنازع عليها في البحر المتوسط، وزاد من التوتر اتفاقية أبرمتها تركيا مع ليبيا لترسيم الحدود البحرية.
صرّح أردوغان أنه سيزور جمهورية شمال قبرص التركية، في 20 يوليو/تموز الجاري، رفقة وفد كبير، وأن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أعربت له عن تمنياتها بألّا يطلق رسائل شديدة اللهجة من هناك، وأنه أجابها متهكماً: "أبلغوني ما هي الرسائل التي يتعين عليّ إعطاؤها وأنا أقرأ النص هناك".
كما قال أردوغان، الذي التقى فون دير لاين مؤخراً، إن هؤلاء (بعض المسؤولين الأوروبيين) لم يتعلموا بعد مَن يكون الرئيس أردوغان، وأنه لا يتحدث وفق إملاءات الآخرين.
حول مزاعم للمعارضة التركية ببيع مصنع للدبابات لقطر، ردّ أردوغان أن ملكية المصنع عائدة لوزارة الدفاع، وستبقى للدولة، لافتاً إلى أن قطر شريك في تمويل مصنع جنازير الدبابات بنسبة 49%.
بينما أفاد بأن "كل من يدعي بيع مصنع جنازير الدبابات، ولاسيما للأجانب، فهو كاذب". وأشار إلى أن أحدث كذبة روج لها زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو، هي أن تركيا تقبل طلاباً قطريين في كليات الطب دون امتحان دخول، مؤكداً عدم صحة ذلك، وداعياً المعارضة إلى إثبات ادعاءاتها.
أمريكا تضغط للانسحاب من ليبيا
الإثنين الماضي، قال مبعوث واشنطن الخاص لليبيا، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع بعض الأطراف المهمة في البلاد، بشأن انسحاب قوات أجنبية قبل الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول.
المبعوث الخاص لليبيا ريتشارد نورلاند أوضح للصحفيين أن جزءاً من أهمية الانتخابات في ليبيا يكمن في أن حكومة قوية مشروعة ويعتد بها قد تضغط على الأطراف الأجنبية لسحب قواتها.
كما قال نورلاند قبل توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الثاني بشأن ليبيا هذا الأسبوع "سيكون ذلك تطوراً مهماً للغاية ومؤثراً جداً، لكننا لا نقترح الانتظار حتى العام المقبل في محاولة لتحقيق بعض التقدم".
أضاف "هناك مفاوضات جارية مع بعض الأطراف المهمة تهدف إلى محاولة دفع بعض المرتزقة والمقاتلين الأجانب للرحيل".
إذ عانت ليبيا من الفوضى والعنف لمدة عقد، منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 بالزعيم الراحل آنذاك معمر القذافي، لكن الطرفين المتحاربين الرئيسيين وافقا هذا العام على تشكيل حكومة جديدة، لكن رغم أنه ينظر لتشكيل حكومة موحدة والضغط من أجل إجراء انتخابات عامة، في ديسمبر/كانون الأول، على أنه أفضل أمل منذ سنوات للتوصل إلى حل سياسي مستدام، فلا تزال تلك العملية تواجه تحديات.
فيما لا تزال معظم الأراضي خاضعة لسيطرة جماعات محلية مسلحة، كما لم تسحب قوى أجنبية كبرى مقاتليها من خطوط القتال، وفضلاً عن ذلك لا يزال هناك خلاف بين شخصيات كبرى بشأن إدارة موارد ليبيا الاقتصادية.