تعرضت محافظات العراق، الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، لانقطاع تام للكهرباء بعد هجمات تم شنها على أبراج للطاقة، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أصلاً من موجة حر شديدة ونقص في توليد الطاقة.
فقد أكدت وسائل إعلام محلية انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن محافظات العراق باستثناء إقليم كردستان شمالي البلاد، الجمعة.
بحسب مصادر محلية، فإن هذه المرة الأولى التي يشهد فيها العراق انهياراً كاملاً لمنظومة الكهرباء الوطنية منذ حرب الخليج الثانية بداية التسعينات.
وقال مواطنون من بغداد إن الظلام خيم على العاصمة بغداد بشكل تام، باستثناء بعض المناطق التي تعمل فيها المولدات الأهلية غير التابعة للشبكة الوطنية.
فيما قالت مصادر محلية إن انقطاع الكهرباء في ديالى والأنبار والديوانية والبصرة وذي قار وغيرها من المحافظات ما زال مستمراً.
وقالت المصادر إن "تفجيراً استهدف عدداً من أبراج نقل الطاقة الكهربائية في محافظتي نينوى وصلاح الدين (شمال) تسبب بانخفاض معدل التجهيز بأكثر من ألف ميغاواط، ما أدى إلى تغيير ترددات نقل الطاقة وإرجاع الحمل إلى محطات الإنتاج والتوليد".
وأضافت كذلك أن "محطات الإنتاج تحتوي على نظام الحماية الذاتي وقامت بحماية نفسها من خلال إطفاء التوربين (رأس التوليد)، مما تسبب بإطفاء عام للكهرباء على مستوى العراق عدا إقليم كردستان".
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن "محطات الإنتاج ستبدأ خلال الساعات المقبلة بإعادة تشغيل التوربينات الغازية والحرارية على أن تتم إعادة ربط ترددات الكهرباء بالسيطرة الوطنية".
وأردفت: "ستتم إعادة توصيل الطاقة الكهربائية للمناطق والمدن كافة خلال الساعات الـ12 المقبلة".
من جانبه، أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي تشكيل خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والمحافظات.
أزمة متواصلة
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت وتيرة هجمات بعبوات ناسفة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية في المحافظات الواقعة شمالي وغربي البلاد، ما فاقم أزمة نقص الكهرباء.
وتتهم السلطات العراقية مسلحي "داعش" بالوقوف وراء معظم الهجمات.
ويأتي انقطاع التيار وسط تصاعد وتيرة احتجاجات شعبية مؤخراً على تردي خدمة الكهرباء بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى 50 مئوية في بعض المناطق.
ويعاني العراق من أزمة نقص الكهرباء منذ عقود جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية فضلاً عن استشراء الفساد.
وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميجاوات، وفقاً لمسؤولين في قطاع الكهرباء.
وأواخر العام الماضي، توصلت لجنة تحقيق شكلها البرلمان إلى إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2005، دون تحسن يذكر في الخدمة.