قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إن القوات الأمريكية أخلت، الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، واحدة من أكبر القواعد العسكرية في أفغانستان في إطار اتفاق السلام مع طالبان، وأوضح مسؤول أمني كبير طلب عدم نشر اسمه أن "جميع الجنود الأمريكيين وأفراد قوات حلف شمال الأطلسي غادروا قاعدة بجرام الجوية".
وكالة رويترز أشارت إلى أن إغلاق قاعدة بجرام الجوية، التي تبعد 40 ميلاً إلى الشمال من كابول، ينهي الوجود العسكري الأمريكي في أهم قاعدة جوية في أفغانستان.
إذ كانت قاعدة بجرام تُستخدم بشكل متكرر لشن ضربات جوية على حركة طالبان وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة في الحرب الأفغانية المستمرة منذ 20 عاماً. وسيتم تسليم القاعدة إلى وزارة الدفاع الأفغانية.
أمريكا "لن تتخلى" عن أفغانستان
يأتي ذلك بينما ترسل واشنطن رسائل طمأنة لكابول، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الخميس 1 يوليو/تموز، إنه "ليس صحيحاً على الإطلاق" أن الولايات المتحدة تعتزم التخلي عن أفغانستان برغم الانسحاب المزمع للقوات من البلاد.
قال برايس في إفادة صحفية دورية: "نعم، نسحب قواتنا… لكننا نعتزم الحفاظ على وجود دبلوماسي في كابول".
كما أضاف المسؤول الأمريكي: "هذا شيء مهم بالنسبة لنا، نظراً لرغبتنا المتأصلة في استمرار الشراكة مع الحكومة الأفغانية وبشكل مصيري مع الشعب الأفغاني. لذا، ليس الأمر على الإطلاق أننا نعتزم التخلي عن أفغانستان".
بينما حثت الولايات المتحدة، الأربعاء، حركة طالبان على إنهاء العنف المستمر في أفغانستان والعودة إلى طاولة المفاوضات، في أعقاب تصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن والحركة.
قال القائم بالأعمال الأمريكي لدى كابل، روس ويلسون، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إنه "تم الإبلاغ عن هجمات مباشرة شنتها طالبان في أجزاء مختلفة من البلاد". ودعا ويلسون طالبان إلى "إنهاء العنف المستمر والعودة إلى طاولة المفاوضات".
كما أشار إلى ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، الأسبوع الماضي، بأن "العالم لن يقبل بفرض حكومة بالقوة في أفغانستان".
طالبان تواصل توسعها في البلاد
فيما سيطرت حركة طالبان، الأربعاء 30 يونيو/حزيران، على مراكز 4 مقاطعات بولايات مختلفة منذ ليل الثلاثاء، وفق إعلام محلي. يأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤول أفغاني عن سقوط 13 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد بيد الحركة في الأسابيع الأخيرة.
نقلت قناة طلوع نيوز المحلية عن مصادر (لم تسمها) قولها إنه منذ ليلة أمس سقطت 4 مقاطعات بيد طالبان هي: ألاساي في ولاية كابيسا، وجيلان في غزني، وكالدار في بلخ، وفيروز نختشار في سامانغان.
أوضح المصدر أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على مركز مقاطعة شينواري في ولاية بروان.
يأتي سقوط مقاطعات أفغانية، بينها مناطق استراتيجية، بيد طالبان في وقت تنسحب فيه القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث من المقرر أن يكتمل الانسحاب الأمريكي بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، وفق الرئيس جو بايدن.
بوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاماً من النزاعات المسلحة بأفغانستان.
قبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.