كشفت مصادر حقوقية أن عارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي قد حاولت الانتحار في السجن المركزي بصنعاء، وذلك قبل أيام قليلة من محاكمة عقدتها محكمة تابعة لجماعة الحوثي، وصفتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأنها جائرة، كما كشفت أن الحمادي تعرضت لابتزاز بالإفراج مقابل العمل مع الجماعة في "إيقاع أعدائهم بالجنس والمخدرات".
بحسب المنظمة الحقوقية العالمية، فقد بدأت السلطات القضائية التابعة للحوثي في صنعاء في إجراءات محاكمة العارضة والفنانة اليمنية الشابة انتصار الحمادي.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" في بيانها، إن "سلطات الحوثيين تحاكم بشكل جائر" الحمادي، مشيرة إلى أن قضيتها أُحيلت في يونيو/حزيران الماضي إلى المحكمة.
محاولة انتحار
من جانبه، أكد محامي الفنانة، خالد الكمال، أن موكلته حاولت شنق نفسها في إحدى زوايا حوش السجن المركزي، في 28 يونيو/حزيران الماضي.
وأوضح أن طفلاً سجيناً مع والدته اكتشف الحمادي مصادفة، وصرخ مذعوراً بأعلى صوته لتهبّ السجينات لإنقاذها وهي في حالة حرجة، وإسعافها على وجه السرعة إلى مستشفى داخل السجن.
يشير الكمال إلى أن إقدام الحمادي على محاولة الانتحار جاء بسبب قرار إدارة السجن المركزي إحالتها إلى قسم السجينات بتهم الدعارة، الأمر الذي، كما قال، فاقم من تدهور حالتها النفسية والجسدية.
وفي مايو/ أيار الماضي، ذكرت منظمة العفو الدولية، أن الحوثيين أجبروا الفتاة العشرينية على الاعتراف بعدة جرائم، من بينها حيازة المخدرات والدعارة، وقررت إخضاعها لـ"كشف عذرية قسري".
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها إلى أنه تم إيقاف "إجراء اختبار العذرية القسري" تحت الضغط الدولي، مشددة على أن القضية "تشوبها مخالفات وانتهاكات"، كما طالبت بالكف فوراً عن هذا الإجراء.
دعوة للعمل مع الحوثيين
وتحدثت المنظمة عن إجبار الحوثيين، الفنانة الحمادي على "توقيع وثيقة وهي معصوبة العينين أثناء الاستجواب، وعرضت إطلاق سراحها إذا ساعدتهم في إيقاع أعدائهم بالجنس والمخدرات".
وأضافت، أن حراس السجن "أساؤوا إليها لفظياً"، ووصفوها بـ"العاهرة".
وأكدت المنظمة أن السلطات منعت المحامي من الوصول إلى وثائق المحكمة منذ تعيينه للتعامل مع قضيتها، في مارس/آذار، ومنعته من المثول أمام المحكمة منذ أواخر مايو/أيار، انتقاماً على ما يبدو لتعليقاته العلنية على القضية.
ويؤكد محامي الفنانة أن موكلته اعتقلت مساء 20 فبراير/شباط الماضي، بينما كانت في طريقها مع زميلتين لها إلى جلسة تصوير في منطقة شملان، بعد احتجازها في نقطة تفتيش مستحدَثة أوقفتها "من دون مذكرة ومن دون توجيه أي تهم إليها".
وتتهم السلطات الحوثية في العاصمة اليمنية الشابة الحمادي (20 عاماً)، بارتكاب "فعل مخل بالآداب"، وحيازة المخدرات، وهي موقوفة في سجن في صنعاء منذ فبراير/شباط الماضي.
وتعمل الحمادي، المولودة لأب يمني وأم إثيوبية، عارضة أزياء منذ أربع سنوات، ومثلت في مسلسلين تلفزيونيين يمنيين عام 2020.
ونقلت الجهة الحقوقية الدولية عن أفراد من عائلتها أنها العائل الوحيد لأسرتها المكونة من أربعة أفراد، بمن فيهم والدها الكفيف وشقيقها الذي لديه إعاقة جسدية.