قال محمد شلالده، وزير العدل الفلسطيني ورئيس لجنة التحقيق في وفاة الناشط والمعارض نزار بنات، الأربعاء 30 يونيو/حزيران 2021، إن الأخير "تعرض لعنف جسدي، ووفاته غير طبيعية"، وأضاف أن الناشط الفلسطيني وصل إلى المستشفى متوفى.
جاء ذلك في حديثه إلى تلفزيون "فلسطين" الرسمي حول مجريات التحقيق في وفاة بنات، الخميس 24 يونيو/حزيران، بعدما اعتقلته قوة أمنية فلسطينية بمدينة الخليل (جنوب)، وأثار مقتله موجة غضب في مدن الضفة الغربية وخرجت احتجاجات قوبلت بالقمع من قِبل السلطة الفلسطينية.
وفاة نزار بنات غير طبيعية
وزير العدل الفلسطيني أشار إلى أنه "تبين من خلال التقرير الطبي الأولي أن نزار بنات تعرض لعنف خارجي في عدة مناطق من الجسم".
كما أضاف: "تعرض (نزار) لضرب في أنحاء جسمه كافة، وخلال نقله إلى مركز الأمن الوقائي، وقبل وصوله تم الإغماء عليه وكأنه فقد الوعي، وبالتالي نقلوه (أفراد القوة الأمنية) إلى مستشفى عالية (الحكومي في الخليل) بسيارات الأجهزة الأمنية، لكن وصل ميتاً".
أردف وزير العدل الفلسطيني قائلاً: "ثبت للجنة من خلال المشاهدات المصورة وكل الإفادات خروج المتوفى من المنزل مع القوة الأمنية على قيد الحياة، لكن توفي في الطريق".
كما قال شلالده: "سبب الوفاة -من حيث المبدأ- هو الصدمة الإصابية، ما تسبب بحدوث فشل قلبي ورئوي حاد".
وتابع: "عندما انتهينا من التقرير تم تسليمه بكل جوانبه لرئيس الوزراء (محمد اشتية) الذي قام بدوره بتسليمه لرئيس القضاء العسكري والنائب العسكري من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية".
فيما لفت إلى أنه رغم أن الوفاة غير طبيعية، فإن الملف انتقل بشكل قانوني إلى الجهة القانونية المختصة.
النيابة العسكرية تتولى التحقيق
أشار وزير العدل إلى أن "النيابة العسكرية تتولى التحقيق وتوجيه لوائح الاتهام بحق المشتبه بهم والمحاكمة العادلة، وفق التشريعات المعمول بها".
اعتبر ما حصل "حالة فردية، ليست نهجاً من جانب القيادة والسلطة"، مضيفاً أن "اللجنة عملت بموضوعية وحيادية وسرية". وأشار إلى أن اعتقال نزار بنات جاء بموجب "مذكرة اعتقال".
فيما أنهت لجنة التحقيق الرسمية تقريرها في وفاة بنات، ورفعته إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وطالبت بإحالته "للجهات القضائية لاتخاذ الإجراء القانوني اللازم"، من دون أن تفصح عن مضمونه.
بينما تشهد الضفة الغربية، منذ الخميس الماضي، توتراً ومظاهرات منددة بوفاته.
كما عبرت أوساط أممية وحقوقية عن قلقها من تصرفات قوات الأمن الفلسطينية إزاء الاحتجاجات على واقعة وفاة بنات، بينما اتهمت عائلة الناشط الراحل، الذي عُرف عنه انتقاده الحاد للسلطة والقيادة الفلسطينية، عناصر أمنية فلسطينية بـ"اغتياله".
قلق أممي من قمع السلطة
فقد اعتبرت الأمم المتحدة تصرفات قوات الأمن الفلسطينية إزاء الاحتجاجات على واقعة وفاة الناشط المعارض "نزار بنات" الأسبوع الماضي "مثيرة للقلق"، مطالبة السلطة الفلسطينية بـ"ضرورة احترام حرية التعبير".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
قال دوجاريك: "نتابع عن كثب هذا الموضوع، ونشاهد الصور القادمة من الضفة الغربية. لقد أصبحت تصرفات قوات الأمن الفلسطينية مثيرة للقلق بعد موت نزار بنات في ظروف غير واضحة، وهو في عهدة قوات الأمن".
أضاف: "لدينا زملاء معنيون بقضايا حقوق الإنسان على الأرض هناك، وهم يشاهدون قيام قوات الأمن الفلسطينية، وكذلك قيام أشخاص لا يرتدون زياً عسكرياً باستخدام القوة ضد المتظاهرين وضد الصحفيين وضد المدافعين عن حقوق الإنسان".
تابع قائلاً: "نطالب السلطات الفلسطينية بضرورة ضمان احترام حرية التعبير وحرية الرأي والتجمع السلمي والتحقيق في أي استخدام مفرط للقوة".