أوقفت إيران إمداداتها الحيوية من الكهرباء إلى العراق، ما أثار مخاوف من اندلاع احتجاجات في البلاد وسط حالة من انعدام الاستقرار، التي أعقبت استقالة وزير الكهرباء العراقي، ماجد حنتوش، لا سيما أن العراق يشهد في هذه الأوقات موجة حر قاسية.
وكالة Associated Press الأمريكية قالت، الثلاثاء، إن إيران التي تمر بأزمة اقتصادية، تضغط على الحكومة العراقية لتسدد ديونها المتأخرة في إمدادات الطاقة، ويأتي هذا التطور بالتزامن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المرتقبة.
يُدين العراق لإيران بمبلغ 4 مليارات دولار لواردات الطاقة، وقد تسببت الأزمة الاقتصادية في البلاد بحدوث تأخيرات جزئية في السداد، لا سيما أن برنامج السداد المعقد المصمم للالتفاف على العقوبات الأمريكية أدى إلى تأخر التحويلات المالية أيضاً.
كان مقدار الطاقة الناتجة من أربعة خطوط ربط كهربائية تمر عبر الحدود من إيران إلى العراق، قد وصل إلى الصفر يوم أمس الثلاثاء، وفقاً لبيانات وزارة الكهرباء.
مسؤول في الوزارة -تحدث شريطة عدم ذكر اسمه- قال إن "الانقطاعات الكاملة بدأت هذا الأسبوع. وكانت إمدادات الكهرباء متقلبة خلال الأسابيع الماضية".
يأتي ذلك، بينما غالباً ما تلبي واردات الغاز والكهرباء من إيران، ما يصل إلى ثلث احتياجات العراق من الطاقة، لذا فإنه كان لاعتماد العراق على واردات الطاقة الإيرانية عواقب جيوسياسية، وكان سبباً لتوترات مستمرة مع الولايات المتحدة.
تأتي إمدادات إيران من الطاقة إلى العراق من خلال خطي أنابيب يتصلان بمحطات طاقة في البصرة والسماوة والناصرية وديالى، وقد انخفض إنتاج هذه المصانع، وهو ما يشير إلى انخفاض الإمداد الإيراني لهذه المحطات أيضاً.
احتجاجات متوقعة
كان وزير الكهرباء العراقي حنتوش قد قدم استقالته يوم الإثنين 28 يونيو/حزيران وسط ضغوط شعبية وسياسية، بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء في عموم البلاد، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
بدأت المحافظات في جنوب البلاد، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة حالياً 50 درجة مئوية، تقليص ساعات العمل بسبب الحرارة الشديدة.
وتُعد مخاطر انقطاعات الكهرباء كبيرة على الحكومة العراقية، حيث تؤدي إلى احتجاجات عنيفة بصفة دورية، لا سيما في الجنوب.
في هذا الصدد، اقتحم مئات المتظاهرين الغاضبين، أمس الثلاثاء، محطة كهرباء الناصرية في محافظة ذي قار جنوبي البلاد؛ احتجاجاً على انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
كما أنه ومع تزايد الدعوات للتظاهر، يخشى كثيرون من تكرار الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت البصرة عام 2018، وكانت قد تزامنت أيضاً مع قطع إيران لإمدادت الكهرباء بسبب مشكلات امتناع الحكومة العراقية عن السداد.
يقول يسار المالكي، محلل شؤون الخليج في "المسح الاقتصادي للشرق الأوسط"، إن "العراق يعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة الإيرانية، خاصة في ذروة شهور الصيف"، مضيفاً أن
"محافظة البصرة تحتاج إلى 4000 ميغاواط لكنها تستقبل حالياً 830 ميغاواط. وهذه كارثة".
هذه الانقطاعات المستمرة، ستحرم العراقيين أيضاً من الكهرباء اللازمة لتشغيل المستشفيات والشركات والمنازل في ظل ارتفاع درجات الحرارة.