توصل تقرير أنجزه محققون من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى أن المرتزقة الروس المنتشرين في دولة إفريقيا الوسطى، واحدة من أكثر الدول الإفريقية اضطراباً، قتلوا مدنيين ونهبوا منازل وأطلقوا النار على المصلين في أحد المساجد خلال عملية عسكرية كبرى مطلع هذا العام، كما اتهمهم التقرير بارتكاب جرائم حرب، وذلك وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الإثنين 28 يونيو/حزيران 2021.
وثيقة التقرير التي توصلت بها الصحيفة الأمريكية، وثقت هذه الاتهامات التي تتمثل في ارتكاب فظائع، كما تفصِّل انتهاكات مرتبطة بالتورط الروسي المثير للجدل في جمهورية إفريقيا الوسطى، الدولة الفقيرة الغنية بالمعادن والتي تشهد حرباً أهلية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
"جرائم فظيعة"
خلص التقرير إلى أن المرتزقة الروس، المنتشرين في البلاد تحت ستار مستشارين عسكريين غير مسلحين، تزعموا القوات الحكومية في معركة خلال هجوم لطرد المتمردين من عدة بلدات في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط. وفضلاً عن الانتهاكات التي ارتكبوها، أمّن المرتزقة الروس موقعاً لهم بمراكز التعدين الرئيسية في بلد يضم احتياطيات كبيرة من الألماس.
كما ذكر تقرير التحقيق، المستند إلى أدلة فوتوغرافية وشهادات شهود عيان ومسؤولين محليين، أن الانتهاكات التي ارتكبها الروس والقوات الحكومية المتحالفة معها "تشمل حالات استخدام القوة المفرطة، والقتل العشوائي، واحتلال المدارس، والنهب على نطاق واسع، والذي امتد ليشمل نهب منظمات إنسانية".
هذا التقرير يوثق أيضاً مقتل خمسة مدنيين آخرين على يد القوات الروسية، منهم اثنان من المعاقين، ويتهمها أيضاً بنهب الأموال والدراجات النارية وغيرها من الأشياء الثمينة أثناء تفتيش المنازل.
أدلة تورط المرتزقة الروس رغم إنكارهم
في الجهة المقابلة، ينكر المسؤولون الروس إطلاق قواتهم النار على المدنيين أو ارتكابها انتهاكات، وقال منسق البعثة العسكرية الروسية في بانغي، عاصمة إفريقيا الوسطى، للمحققين إن المتمردين اتخذوا من مسجد التقوى مركزاً لإطلاق النار، لكنه نفى أن يكون الروس قد دخلوا المسجد أو أطلقوا النار على المدنيين.
كما يُشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن "المدربين الروس أمّنوا موقعاً لهم في مراكز التعدين الرئيسية بالبلاد"، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
لكن في مارس/آذار، اتهمت هيئة أخرى تابعة للأمم المتحدة شركة مرتبطة برجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين بالتورط في عمليات قتل خارج نطاق القضاء، وحالات اختفاء قسري، وتعذيب.
في رسالة إلى مدير شركة Lobaye Invest الروسية في بانغي، كتب فريق عمل الأمم المتحدة عن الاستعانة بالمرتزقة: "شوهدت شركات خاصة في مناسبات عدة تشارك مباشرة في الاشتباكات، بل تسببت بأذى جسدي ظاهر، سواء كان في صورة جرحى أو قتلى".
كما كتب الفريق: "تشير التقارير أيضاً إلى حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تشمل الاغتصاب والإعدام بإجراءات موجزة والاغتيالات والتعذيب والاخفاء القسري والقتل وغيرها من الانتهاكات" على يد أفراد روس يتعاونون مع قوات الحكومة.