كشف كتاب أمريكي جديد عن أن رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، طالب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، وهو المنصب العسكري الأعلى في القوات المسلحة الأمريكية، بأن يطلق النار على المتظاهرين الذين انتفضوا ضد "وحشية الشرطة والعنصرية البنيوية".
حيث قاوم الجنرال مارك ميلي مطالب ترامب بأن تقوم قواته بـ"تحطيم رؤوس" و"ضرب" المتظاهرين الذين وصفهم بـ"العنصريين"، وقال له: "فقط أطلقوا النار عليهم"، طبقاً لما أورده الكتاب.
فيما نقلت شبكة CNN الأمريكية بعض المقتطفات من كتاب We Did Win This Election: The Inside Story of How Trump Lost بقلم مايكل بندر، مراسل Wall Street Journal. وسيُنشر الكتاب في أغسطس/آب المقبل وسط ترقب من قِبل الكثيرين في أمريكا.
"الغضب الرئاسي"
على إثر ذلك، تصدر ميلي الأسبوع الماضي عناوين الصحف الأمريكية بتصريحات أدلى بها أمام لجنة في الكونغرس حول النظرية العرقية النقدية، وهي تخصص أكاديمي يستكشف العنصرية في القانون والمؤسسات الأمريكية التي استهدفها الجمهوريون، فيما يتعلق بالجيش الأمريكي وأكاديميته في ويست بوينت، حيث قال الجنرال: "أريد أن أفهم الغضب الأبيض، وأنا أبيض، وأريد أن أفهمه".
بحسب شبكة CNN الأمريكية، عندما كان ترامب في السلطة، كان على ميلي التعامل بشكل متكرر مع الغضب الرئاسي.
كما سلّط ترامب الضوء على لقطات من المواجهات بين ضباط إنفاذ القانون والمحتجين، قائلاً: "هكذا يفترض بك أن تتعامل مع هؤلاء الناس. كسروا جماجمهم!".
إلا أنه حينما وجد ترامب معارضة من قِبل ميلي والمدعي العام آنذاك، ويليام بار، قال: "حسناً، أطلقوا النار على ساقهم، أو ربما في القدم. لكن كن قاسياً عليهم!"، وفقاً للكتاب الذي يحكي قصة كيف خسر ترامب للانتخابات الرئاسية الأخيرة.
في حين أخبر ميلي أحد كبار مستشاري ترامب، ستيفن ميللر، بأن "يخرس"، بعد أن قال ميللر إن "المدن تحترق" وسط احتجاجات أثارها مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة في ولاية مينيابوليس خلال مايو/أيار الماضي.
"تفعيل قانون التمرد"
نتيجة لذلك، هدّد ترامب بتفعيل قانون التمرد، وهو تشريع تاريخي يتعلق بالاضطرابات الداخلية، لكنه لم يفعل ذلك في النهاية.
بخلاف ذلك، أوضح الكتاب أنه في إحدى المراحل أشار رئيس أركان الجيش الأمريكي إلى صورة أبراهام لنكولن، الرئيس الأمريكي السادس عشر الذي قاد الاتحاد إلى النصر في الحرب الأهلية، وقال لترامب: "كان هذا الرجل متمرداً. ما لدينا، سيدي الرئيس، هو احتجاج".
أحد هذه الاحتجاجات، في ساحة لافاييت خارج البيت الأبيض في يونيو/حزيران الماضي، جرى التعامل معه وتفريقه بالقوة وبشكل مثير للجدل قبل أن يلتقط ترامب صوراً خارج كنيسة تاريخية.
في حين اعتذر ميلي عن عدم مرافقته لترامب في مسيرته هذه. وقال لطلاب في جامعة الدفاع الوطني: "ما كان يجب أن أكون هناك. إن وجودي في تلك اللحظة، وفي تلك البيئة، خلق تصوراً عن انخراط الجيش في السياسة الداخلية".
أما بخصوص أحداث مبنى الكابيتول التي أثارت جدلاً واسعاً في أمريكا وخارجها، ناقش حينها الجنرال ميلي الهجوم المميت الذي قام به أنصار ترامب في 6 يناير/كانون الثاني المنصرم، متسائلاً: "ما الذي دفع الآلاف من الناس إلى الاعتداء على هذا المبنى ومحاولة قلب دستور الولايات المتحدة الأمريكية؟، ما سبب ذلك؟، أريد أن أكتشف ذلك، أريد أن أحافظ على العقول المتفتحة هنا".