أودعت السلطات الجزائرية، الأحد 28 يونيو/حزيران 2021، البرلماني السابق، نورالدين آيت حمودة، الحبس المؤقت على خلفية تصريحات له أثارت غضباً واسعاً في الجزائر واعتبرت "مسيئة" إلى الأمير عبدالقادر، الذي يعتبر مؤسس الدولة وأحد رموزها التاريخية.
وسائل إعلام محلية قالت إن قاضي التحقيق بمحكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة أمر بإيداع آيت حمودة السجن، بعد توجيه إليه العديد من التهم على خلفية تصريحاته، منها المساس برموز الدولة والثورة، والمساس بالوحدة الوطنية، والتحريض على الكراهية.
ويأتي هذا بعد أن اعتقلت الشرطة الجزائرية، السبت، آيت حمودة بولاية بجاية الساحلية بمنطقة القبائل (وسط)، عقب مشاركته في نقاش حول تصريحاته الأخيرة بشأن الأمير عبدالقادر الجزائري (1808 ـ 1883).
وبتاريخ 18 يونيو/حزيران، استضافت قناة آيت حمودة في برنامج نقاشي اتهم خلاله الأمير عبدالقادر، أحد قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار (1830 ـ 1962) بـ"الخيانة والاستسلام للجيش الفرنسي".
والإثنين الماضي، قررت السلطات تعليق بث فضائية "الحياة" الخاصة لمدة أسبوع ابتداء من الأربعاء 23 يونيو/حزيران الجاري، بعد بثها لقاء مع آيت حمودة، يشكك في نزاهة المجاهدين (قدماء المحاربين ضد الاستعمار الفرنسي).
وأحدثت هذه التصريحات ضجة وغضباً واسعين داخل البلاد، فيما أعلنت عائلة الأمير عبدالقادر مقاضاة آيت حمودة، وإدارة القناة بتهمة "إهانة" رمز تاريخي.
وردت إدارة القناة، في بيان، بأن ما قيل في البرنامج التلفزيوني لا يعبر عن خطها، ولا يلزم سوى صاحبه، أي البرلماني السابق آيت حمودة.
والأمير عبدالقادر بن محيي الدين المعروف بـ"عبدالقادر الجزائري"، يوصف بمؤسس الدولة الجزائرية، وهو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب ضد القوات الفرنسية الاستعمارية آنذاك.
وفي عام 1847 تعرض للسجن في فرنسا، وظل أسيراً حتى عام 1852، ثم استقر في مدينة إسطنبول التركية، ومن بعدها في دمشق حتى وفاته عام 1883 عن عمر ناهز 76 عاماً، وفي عام 1965 نُقل جثمانه إلى الجزائر ودُفن في مقبرة بالعاصمة.