شيّع الآلاف من الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021، جثمان المُعارض والناشط الفلسطيني، نزار بنات، الذي توفي بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية، الخميس 24 يونيو/حزيران.
ألقت عائلة بنات نظرة الوداع الأخيرة على الجثمان، في منزل العائلة في بلدة دورا، بمحافظة الخليل (جنوب). وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الجثمان، في مسجد "وصايا الرسول"، في مدينة الخليل، قبل أن تتم مواراته الثرى في مقبرة "الشهداء".
شهدت جنازة بنات مشاركة واسعة من قبل الفلسطينيين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى الخليل للمشاركة في تشييع جثمان نزار بنات إلى مثواه الأخير وأداء صلاة الجمعة والجنازة عليه في أحد مساجد المحافظة بالضفة المحتلة.
ردد المشاركون في جنازة بنات هتافات غاضبة وُجهت ضد الرئيس محمود عباس والأجهزة الأمنية وقيادة السلطة الفلسطينية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
هتف المشيعون: "الشعب يريد إسقاط النظام".. و"يا أبومازن يا جاسوس.. على راسك راح ندوس" و"برا برا كلاب السلطة برا" و"ارحل ارحل يا عباس" و"يا الله ما لنا غيرك يا الله".
على مدى سنوات، برز اسم "نزار بنات" (44 عاماً)، كأحد أبرز معارضي السلطة الفلسطينية من فئة النشطاء السياسيين المستقلين، حيث دأب على توجيه انتقادات لاذعة لأدائها عبر مقاطع فيديو، ومن خلال حسابه على موقع فيس بوك؛ وهو ما عرَّضه للاعتقال عدة مرات.
لكنّ نبأ وفاته، بعد ساعات قليلة على اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، صباح أمس الخميس، شكّل صدمة للشارع الفلسطيني، وأثار سخطاً واسعاً.
أعلن محافظ الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، جبرين البكري، عن وفاة بنات، في بيان مقتضب، قال فيه إن قوة أمنية فلسطينية اعتقلته، الخميس، بناء على مذكرة توقيف من النيابة العامة، "وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلن عن وفاته". لكنّ عائلته، اتهمت "الأمن الفلسطيني" بتعذيبه و"اغتياله".
قال عمار بنات، المتحدث باسم العائلة، لوكالة الأناضول: "تعرض نزار لعملية اعتقال عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، من قبل قوة أمنية، بعد تفجير مدخل منزله، وانهالت عليه بالضرب بواسطة هراوات حديدية وخشبية، ورشته بغاز الفلفل، واعتقلته بعد تجريده من ملابسه، بصورة فجة، واقتيد تحت الضرب، بينما كانت تسيل الدماء منه".
لاحقاً، قالت منظمات حقوقية فلسطينية، إن وفاة "بنات"، "غير طبيعية".