شارك المئات في وقفات احتجاجية في رام الله والخليل، وذلك رفضاً لمقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات أثناء اعتقاله على يد أجهزة أمن السلطة، التي قمعت المظاهرة التي انطلقت نحو مقر الرئاسة برام الله، وأمطرت المشاركين بقنابل الغاز واعتدت عليهم بالضرب، فيما ندد المتظاهرون بـ "جريمة اغتيال" الناشط بنات، ورددوا شعارات مطالبة برحيل السلطة ورئيسها محمود عباس.
وتوفي الناشط السياسي والحقوقي نزار بنات، صباح الخميس 24 يونيو/حزيران 2021، بسبب تدهور حالته الصحية بعد اعتقاله من قِبل قوات أمن السلطة الفلسطينية في بلدة دورا قضاء الخليل، بالضفة الغربية، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية، فيما اتهمت عائلة الناشط "الأمن الفلسطيني" بـ "اغتيال" نجلها.
وعلى دوار المنارة وسط رام الله تجمع المئات في وقفة احتجاجية، مطالبين برحيل الرئيس محمود عباس، ومرددين شعارات منددة بالجريمة التي هزت الشارع الفلسطيني، وتبعها إدانات محلية ودولية ودعوات بالتحقيق.
وحين تحركت المظاهرة من دوار المنارة باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية اعتدت قوات الأمن على المتظاهرين وأمطرت بوابل من قنابل الغاز واعتدت عليهم بالضرب بالهراوات، فيما قال ناشطون شاركوا في المسيرة إن إصابتين نقلتا إلى المستشفى إحداهما في الرأس.
وفي الخليل كذلك، تظاهر العشرات منددين بما حدث للناشط نزار بنات.
لجنة تحقيق
وعلى وقع الإدانات المحلية والدولية، أعلنت الحكومة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق رسمية، في وفاة نزار بنات، فيما رفضت هيئات حقوقية المشاركة فيها.
وقال رئيس الوزراء محمد إشتية، في بيان، إنه "تم تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة المواطن نزار بنات، أثناء اعتقاله من قبل قوة من الأجهزة الأمنية في الخليل".
وأشار إلى أن وزير العدل محمد الشلالدة، يترأس اللجنة، وبعضوية رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمار دويك، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية، وأن "طبيباً من جهة العائلة، سيدعى للمشاركة في تشريح الجثمان".
وقال إن "اللجنة ستبدأ عملها فوراً للبحث، والتقصي، والوقوف على أسباب وفاة بنات، وستعتمد على نتائج التشريح، وتستمع إلى شهادات عائلته، وشهود العيان، والمسؤولين".
من جانبه، قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، عمار الدويك، إن "الهيئة ومؤسسة الحق تحققان بشكل مستقل ومشترك في وفاة الناشط السياسي نزار بنات، وستصدر موقفها وتقريرها بشكل مستقل عن أي لجنة حكومية شكلت أو قد تشكل".
اغتيال نزار بنات
وفي صباح اليوم، أعلن جبرين البكري، محافظ الخليل، وفاة بنات، في بيان مقتضب، قال فيه إن قوة أمنية فلسطينية اعتقلت بنات فجر اليوم، بناءً على مذكرة توقيف من النيابة العامة، "وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى الخليل الحكومي، حيث أعلنت وفاته".
لكنّ عائلته، اتهمت "الأمن الفلسطيني" بـ "اغتيال" نجلها، حيث قال عمار بنات، المتحدث باسم العائلة، لوكالة الأناضول: "ما جرى هو اغتيال بحق نزار".
وأضاف: "تعرض نزار لعملية اعتقال عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، من قبل قوة أمنية من جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة".
وتابع: "القوة اقتحمت منزل بنات بعد تفجير مدخله، وانهالت عليه بالضرب بواسطة هراوات حديدية وخشبية".
وبنات ناشط ومُعارض "مستقل"، من بلدة دورا بمحافظة الخليل، وعُرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتُقل من قبل الأجهزة الأمنية عدة مرات.
وشكّل بنات قائمة "الحرية والكرامة" لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 مايو/أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 أبريل/نيسان الماضي) بإلغائها.
وأثار بنات جدلاً في الشارع الفلسطيني، إثر مطالبته الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المالي عن السلطة، عقب قرار إلغاء الانتخابات.
وآنذاك، قال بنات في مقطع مصور على فيسبوك، إن مسلحين "بمرافقة الأجهزة الأمنية"، أطلقوا (يوم 2 مايو/أيار الماضي) النار بكثافة على منزله "وروّعوا ساكنيه".