كشف كتاب أمريكي جديد أن رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، دعا في الأيام الأولى من جائحة فيروس كورونا إلى إرسال الأمريكيين الذين أصيبوا بكوفيد-19 إلى معتقل خليج "غوانتانامو"، حيث تحتجز بلاده المشتبه بهم في الإرهاب.
جاء هذا الكشف الصادم في كتاب حمل عنوان "Nightmare Scenario: Inside the Trump Administration's Response to the Pandemic That Changed History"، بقلم ياسمين أبوطالب ودميان باليتا، الصحفيين في صحيفة The Washington Post. ونشرت الصحيفة مقتطفات منه يوم الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021.
فخلال اجتماع عُقد في غرفة العمليات بالبيت الأبيض خلال فبراير/شباط من العام الماضي، قبل ظهور الجائحة التي أدت إلى وفاة أكثر من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة، ناقش المجتمعون كيفية التعامل مع الأمريكيين المصابين بالفيروس التاجي.
حينها سأل ترامب مساعديه: "أليس لدينا جزيرة نملكها؟! ماذا عن غوانتانامو؟".
ترامب أضاف: "نحن نستورد البضائع، لكننا لن نقوم باستيراد الفيروسات".
صحيفة The Washington Post أشارت إلى أن المساعدين الأمريكيين رفضوا الفكرة حين طرحها ترامب.
"دهشة المسؤولين"
بحسب الكتاب، الذي يستند إلى مقابلات مع 180 شخصاً بمن فيهم كبار موظفي البيت الأبيض وقادة الصحة الحكوميون، رغم دهشة الأشخاص الذين كانوا في الاجتماع، إلا أن ترامب أعاد طرح مقترحه، قبل أن يتجدد رفضه لاحقاً.
كما كان من بين المشاهد التي نقلتها الصحيفة الأمريكية صراخ ترامب في وجه وزير الصحة، أليكس عازار، في مارس/آذار عام 2020: "هذه الفحوصات تقتلني!"، وذلك على خلفية تصاعد أعداد حالات كوفيد-19 في ذلك الوقت، مع بدء دول العالم في تنفيذ الإغلاق وسط الارتباك والخوف العام.
آنذاك، تحدث ترامب بصوت عال، قائلاً: "سأخسر الانتخابات بسبب الفحوصات!. أي أحمق جعل الحكومة الفيدرالية تجري فحوصات؟". مؤكداً أن السماح لوكالة الصحة الفيدرالية CDC بإجراء فحوصات يعدّ برأيه خطأ فادحاً ينم عن انعدام الكفاءة.
فيما رد عازار بالقول: "آه، أتقصد جاريد؟"، في إشارة إلى جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه الذي كان مسؤولاً عن الفحوصات.
من جهته، وصف كوشنر، الموظف الذي أشرف على خطة في مارس/آذار 2020 لشراء 600 مليون كمامة بأنه "معتوه"، لأن الكمامات لن تُسلَّم حتى يونيو/حزيران، وفق صحيفة The Washington Post التي نقلت عن كوشنر قوله وقتها: "سنموت جميعاً".
إرسال المهاجرين إلى غوانتانامو
فضلاً عن ذلك، ذكر كتاب صدر عام 2019، بعنوان: A Warning by Anonymous أو "تحذير من مجهول"، تبين لاحقاً أنه مايلز تايلور، المسؤول السابق في الأمن الداخلي، أن ترامب اقترح إرسال المهاجرين إلى المعتقل في كوبا.
إذ اقترح ترامب تصنيف جميع المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة دون إذن بأنهم "مقاتلون أعداء"، ثم إرسالهم إلى غوانتانامو، وفقاً لتايلور.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بقاعدة غوانتانامو بعقد إيجار طويل خلافي من دولة كوبا. ويُستخدم سجن غوانتانامو لاعتقال المتهمين بالإرهاب دون محاكمة وفي ظروف شديدة القسوة، ومنذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول أصبح هدفاً لإدانة العديد من المنظمات الحقوقية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2006، افتُتح المعسكر للسجناء الذين احتجزوا سابقاً في شبكة السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، يعتزم إغلاق معتقل "غوانتانامو"، إلا أن ذلك سيتطلب موافقة الكونغرس لنقل بعض السجناء إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم أو سجنهم.