قررت السلطات الجزائرية، الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، تعليق بث فضائية خاصة "مؤقتاً"؛ بعد بثها تصريحات وُصفت بـ"المسيئة" إلى الأمير عبدالقادر الذي يوصف بأنه مؤسس الدولة ويعتبر "رمزاً تاريخياً"، وذلك بعد أن اتهمه أحد ضيوف القناة بأنه "كان خائناً" لصالح المستعمر الفرنسي، وهي التصريحات التي أثارت جدلاً واسعاً في البلاد.
سلطة السمعي البصري في الجزائر (هيئة حكومية مكلفة بالرقابة على نشاط الفضائيات)، دعت إدارة فضائية "الحياة" الخاصة إلى تعليق بثها مؤقتاً ولمدة أسبوع، ابتداءً من 26 يونيو/حزيران الجاري، دون تفاصيل.
تشكيك في نزاهة المجاهدين!
حسب بيان للهيئة نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، فالقرار جاء بعد بث الفضائية "لقاءً مع برلماني سابق يشكك في نزاهة المجاهدين (قدماء المحاربين ضد الاستعمار الفرنسي)".
يُذكر أنه في يوم 18 يونيو/حزيران الجاري، استضافت القناة البرلمانيَّ السابق نور الدين آيت حمودة في حلقة نقاشية اتهم فيها الأمير عبدالقادر (1808-1883)، وهو أحد قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، بـ"الخيانة والاستسلام للجيش الفرنسي".
من جهتها، ردَّت إدارة القناة في بيان، بأن ما قيل في البرنامج التلفزيوني لا يعبر عن خطها ولا يلزم سوى صاحبه آيت حمودة.
دعوى قضائية
حسب صحيفة "الشروق" الجزائرية، الأحد 20 يونيو/حزيران، فإن هيئة الدفاع عن عائلة الأمير عبدالقادر رفعت رسمياً شكوى ضد النائب البرلماني السابق، وطالبت بمتابعته بتهم "المساس برموز الأمة والثورة، وزرع خطاب الكراهية والعنصرية، والقذف، وانتحال صفة".
تقول الصحيفة، إن "عائلة الضحية، وهم: بديعة وعتيقة، والأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبدالقادر، زهور آسيا بوطالب"، طالبوا بمتابعة صاحب هذه التصريحات، وذلك "طبقاً للقانون رقم 20-05 المؤرخ في 28 أبريل/نيسان 2020، والمتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما".
من جهتها، وحسب الصحيفة نفسها، فقد اعتبرت هيئة الدفاع عن عائلة الأمير عبدالقادر أن هذه التصريحات "تحمل مغالطات تاريخية خطيرة تندرج في إطار عمل ممنهج لتكسير رموز الدولة الجزائرية على شاكلة الأمير عبدالقادر ومصالي الحاج وهواري بومدين".
وزارة المجاهدين تدخل على الخط
في ردٍّ لها على هذه التصريحات، قالت صحيفة "النهار" الجزائرية، إن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق قد وصفت الأمير عبدالقادر بـ"القائد العسكري الفذ ورجل الدولة المحنَّك، وبطل المقاومة الجزائرية".
كان ذلك في منشور لها على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جاء فيه: "القائد العسكري الفذ ورجل الدولة المحنك، بطل المقاومة الجزائرية، المفكر النبيل والشاعر الملهم، الأمير عبدالقادر بن محيي الدين الشريف".
وقد خلفت هذه التصريحات ضجة في البلاد، وأعلنت عائلة الأمير عبدالقادر مقاضاة آيت حمودة وإدارة القناة بتهمة "إهانة" رمز تاريخي.