أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، الإثنين 21 يونيو/حزيران 2021، التوافق على عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد في أسرع وقت ممكن، في الوقت الذي تشتد فيه المعارك بين قوات الحكومة والحوثيين في محافظة مأرب، مسفرة عن عشرات القتلى والجرحى.
وأكد عليّ عبدالله الكثيري، المتحدث الرسمي لـ"الانتقالي الجنوبي"، أنه "تم التوافق على عودة الحكومة، وكذلك الآلية المطلوبة لتوفير الحماية لها"، دون ذكر تفاصيل بالخصوص.
وتابع: "ما يثار عن رفض أي طرف من طرفي اتفاق الرياض (الحكومة والمجلس الانتقالي) عودة الحكومة إلى عدن غير صحيح".
فيما لم يصدر تعليق فوري على ذلك من قِبل الحكومة اليمنية التي يشارك فيها المجلس الانتقالي بخمس حقائب.
ومنذ نحو شهرين، تمارس الحكومة اليمنية مهامها من العاصمة السعودية الرياض ومحافظات يمنية أخرى مثل حضرموت وشبوة، إثر توتر العلاقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
معارك مأرب
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه محافظة مأرب، وسط اليمن، الإثنين، معارك عنيفة بين قوات الحكومة والحوثيين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثالثة التابعة للجيش، في بيان، إن "26 من عناصر الميليشيات الحوثية قُتلوا، بينهم قيادات ميدانية، فيما جُرح عشرات آخرون في عدة هجمات فاشلة على مواقع الجيش بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب".
وأضاف أن "مقاتلات التحالف شنت عدة غارات جوية، تمكنت فيها من تدمير عربة و3 دوريات وكمّيات من الذخائر التابعة للحوثيين في الجبهة ذاتها".
بدورها، أفادت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، في خبرين عاجلين، مساء الإثنين، بأن طيران التحالف شن اليوم 24 غارة جوية على مديرية صرواح غربي مأرب، و5 غارات على مديريتي رغوان ومدغل شمالي المحافظة (تدور فيها مواجهات).
ولم تتطرق القناة إلى مواجهات اليوم أو تفاصيل عن هذه الغارات الجوية.
ومنذ بداية فبراير/شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها؛ لكونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.
مشاورات عودة الحكومة
وقبل نحو أسبوعين، انطلقت مشاورات بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض، بهدف استكمال تنفيذ "اتفاق الرياض" برعاية المملكة.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 تم توقيع "اتفاق الرياض"، برعاية سعودية ودعم أممي، بهدف حل الخلافات بين الحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي.
ومن أبرز بنود الاتفاق تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب يشارك فيها المجلس الانتقالي (تم تشكيلها في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي)، إضافة إلى حل الوضع العسكري في عدن والمناطق الأخرى التي شهدت مواجهات بين الطرفين، مثل محافظة أبين (جنوب).
وحتى اليوم، لم يتم إحراز تقدم ملحوظ في مسألة تنفيذ الشق العسكري من "اتفاق الرياض"، خصوصاً دمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة والمجلس الانتقالي، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع.
ولا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر أمنياً وعسكرياً على العاصمة المؤقتة عدن منذ أغسطس/آب 2019، إضافة إلى سيطرته على مناطق جنوبية أخرى.
وأدى تأخر تنفيذ الشق العسكري من "اتفاق الرياض" إلى تقييد حركة الحكومة في عدن، وفق مراقبين.
ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين إيرانياً، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/أيلول 2014.